ربما لا يحدث هذا الأمر في كثير من الدول العربية، حين تقوم إدارة السجن بالإفراج المؤقت عن سجين من أجل أمور إنسانية بحتة، وتسمح للسجين بأن يذهب إلى المقبرة من أجل حضور دفن أقاربه، الوالد أو الوالدة، لكن هذا يحدث بالبحرين منذ زمن طويل، ويحدث دون ضجيج، ودون حملات دعائية.كما أنه يحدث دون أن يشكر من تم إخراجه، والجمعيات التي خلفه، موقف إدارة سجن جو، ووزارة الداخلية، بل إن بعض الذين يسمح لهم بالخروج يقومون بالتصريح لجهات إعلامية ضد البحرين وضد وزارة الداخلية، ويحرضون على العنف، هكذا يكون رد البعض لجميل إخراجه لظروف إنسانية.يا من أصبحت إيران قبلتكم في كل شيء، بالله عليكم هل يحدث هذا في إيران؟هل يحدث في العراق؟هل يحدث تحت نظام بشار الأسد الذي يحكم 30% من سوريا اليوم، أو يحدث عند الحوثيين؟لكنه يحدث في البحرين التي تسجل أمثلة طيبة في تعاملها مع المحكومين والمساجين، فقد ورد لي قبل فترة أن إدارة سجن جو قد قامت خلال يوم عيد الأضحى المبارك وبالتعاون مع السفارة الهندية بفعاليات احتفالية للمساجين غير المتهمين في قضايا الإرهاب والتحريض، وهذا يحسب لإدارة السجن ولوزير الداخلية، وهو يكرس حقوق الإنسان ويعطي صورة طيبة للعالم ولجمهورية الهند تحديداً على حسن تعامل إدارة السجن مع السجناء.وجدت في تصريح الأخ الكريم طارق الحسن رئيس الأمن العام يوم أمس حول رفض البحرين زيارة مقرر التعذيب للبحرين على خلفية موقفه المسبق من البحرين قبل أن يزورها، وقبل أن يشاهد بأم عينه الواقع على الأرض. وجدت أن هذا الموقف هو موقف سيادي بحريني مشرف قد طالبنا به مراراً بعد أحداث 2011، فلا ينبغي الخضوع لابتزاز أي جهة أو منظمة، وأن نجعلها مسلطة على رقابنا بمواقف مسبقة وغير حيادية، فهذا الأمر مرفوض.يجب أن تحضر سيادة الدولة، وأن نكون نحن أصحاب القرار في من يزورنا، فلا يوجد ما نخفيه كدولة، بل على العكس لدينا نموذج طيب ويحتذى به، وربما هو مثال جميل للمنطقة بأسرها.مثل هذه المواقف السيادية يجب أن تدعم، فلسنا «بوابة من غير بواب» بل نحن دولة صاحبة سيادة وقرار، ولا يدخل إلى أراضينا أحد، كائناً من كان، دون أن يعطى تصريح من الدولة حتى وإن كان يمثل دولة عظمى، أو منظمات تدعي أنها ترعى حقوق الإنسان، وفي الحقيقة هي منظمات مسلطة من الدول العظمى علينا، لإخضاعنا من خلال عنوان فضفاض «حقوق الإنسان».على وزارة الداخلية أن تقطع تذكرة سفر على الدرجة الأولى لمقرر التعذيب الأممي لزيارة سجون إيران، والعراق، وسجون نظام بشار، وسجون الحوثيين، حتى يعرف معنى كلمة التعذيب الحقيقية.هذه منظمات تم تسليطها علينا لدوافع وإملاءات سياسية ضمن التحالف الصفوي الصليبي على دول الخليج العربي، فهم يرون بعين واحدة، وهذه العين بها رمد أيضاً.من هنا فإننا نشكر الإخوة في وزارة الداخلية على موقفهم الوطني السيادي المشرف، فقد تعبنا كمواطنين حتى نصل إلى مرحلة تتخذ فيها الدولة مواقف سيادية تمنع معها دخول المسيرين والذين يتخذون مواقف مسبقة ضدنا.كما أشكر إدارة سجن جو على ما تقوم به من أعمال وجهود ضمن سياق حقوق المساجين غير الإرهابيين، فهذا أمر طيب وتشكر عليه الإدارة خاصة ضمن مشروع تحويل السجين غير الإرهابي إلى التعليم والتدريب ليصبح منتجاً وصاحب حرفة بعد خروجه من السجن.كما أن إدارة التظلمات أيضاً تقوم بدور وجهود طيبة في سياق سيادة القانون والبحث في شكاوى المتظلمين والمساجين، والإدارة تقوم بعمل احترافي صحيح بقيادة الأخ الكريم نواف المعاودة، فله الشكر والتقدير على جهوده الطيبة.كل جهد طيب تقوم به جهات أو يقوم به أفراد من أجل خير هذا الوطن وأهله وسيادته وسيادة الحكم فيه فإننا نقول له شكراً، ونشد على الأيادي الوطنية المخلصة والمحبة لوطنها.