على الرغم من المحاولات الكثيرة والمتتالية لجرف مملكة البحرين إلى أزمة سياسية وأزمة أمنية كبرى، إلا أن هناك مؤشرات واضحة ترسم سعي مملكة البحرين لإيجاد توازن وحلول للتداعيات السياسية التي تشهدها المملكة ودول الجوار، وما تبعها من تداعيات عديدة ناتجة لخطط وأجندات محددة لإثارة الأزمات في دول الخليج. منتدى «حوار المنامة»، وحوار التوافق الوطني، وتقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، جميعها مؤشرات حقيقية وتحدٍّ واضح لقياس ديمقراطية البحرين والتزام المملكة بالمعايير الدولية في ذلك، منها حرية الرأي والتعبير والعدالة والمساواة واستقلالية القضاء وغيرها كثير. منتدى «حوار المنامة» يهدف إلى طرح قضايا متنوعة سياسية واقتصادية، وأهمها القضية الأمنية في الشرق الأوسط، وتحظى باهتمام مستمر وواضح من قبل دول العالم للمشاركة في المنتدى الذي يتسم في كل مرة بجدية الطرح مع الحرص على التطرق للقضايا بكل شفافية والمكاشفة الصريحة، كل ذلك يجعل من المنتدى مؤتمراً ناجحاً في كل مرة، وهذا يؤكد أن مملكة البحرين تسعى دوماً من أجل ديمقراطية حقيقية خصوصاً عندما يكون الهدف هو التوصل إلى حلول ولغة تفاهم مشتركة بين جميع الدول المشاركة في منتدى «حوار المنامة».حوار التوافق الوطني أيضاً مؤشر مهم لجدية مملكة البحرين في التوصل إلى حلول جذرية للتوافق بين جميع طوائف المجتمع البحريني وشرائحه، وتقريب وجهات النظر بين مكونات مهمة في عهد الإصلاح، الذي اتسم أيضاً بالديمقراطية والشفافية الحقيقية، على الرغم من المحاولات العديدة من البعض لإفشال هذا التقارب الوطني والتاريخي، وسعي المشاركين الجادين في الحوار لدفع عجلة الإصلاح والتنمية لمملكة البحرين للإمام حتى تتعدى مرحلة المؤامرة الكبرى على البحرين في 2011، وإعطاء معنى آخر للوحدة الوطنية في ظل القيادة الرشيدة. لا يخفى على أحد أن ما مقام به جلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، في تكليف اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق حول أحداث 2011، هو خطوة واضحة بأن مملكة البحرين لا تخفي أي حقائق في ما يتعلق بالحريات، منها حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان، ولم تكتفِ مملكة البحرين بأن تكلف اللجنة بالتقصي والتحقق حول بعض القضايا وبعض المزاعم والافتراءات، بل حرصت المملكة على أن تعمل بكل ما جاء في توصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ونشره، آخذة بعين الاعتبار معاقبة وتجريم كل مخالف بلا استثناء أو تحيز.كل ذلك، وما زال البعض يسعى إلى تدنيس نوايا مملكة البحرين في مسيرة الإصلاح والديمقراطية الحقة، وخلق أزمات ومناشدة قوى خارجية والاحتماء بها، مبتعدين كل البعد عن حوار وطني حقيقي، وإيجاد قنوات وطنية للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف، على أن تكون بعيدة كل البعد عن المراهنة على أمن البلاد والمزايدة على استقراره، على الرغم من ذلك كله فإن «منتدى المنامة»، وبحضور شخصيات مهمة ولها ثقلها على المستوى الدولي لهو دليل على إيمانهم بأن مملكة البحرين دوماً تنشد الاستقرار وتنشد الأمن للجميع، وهذا بالتأكيد يعد صفعة لكل من يقلل من دور البحرين كمحرك مهم لإيجاد حلول صريحة في هذا الحوار، وأحسب أن كل ورقة عمل وكل محور تناوله المنتدى كان فوق المتوقع، لما تميز به الحوار هذا العام من صراحة ومكاشفة لا تخفى على أحد.