التصعيد الإيراني والاستهداف «الصفيوني» ضد البحرين متواصل، وكلما ضبطت الأجهزة الأمنية كمية أسلحة مخبأة أو محاولات تهريب متنوعة أو اكتشفت خلايا بين فترة وأخرى، يطرح السؤال بقوة: إلى متى؟!الإجابة عليه من جانب الطرف الإيراني يمكن توقعها بسهولة، إذ هذا النظام السيء سيظل يستهدف البحرين ولن يتوقف، سيظل يطالب ببلادنا وكأنها قطعة أرض تابعة له، وسيظل يحاول تهريب الأسلحة، وسيظل يعمل على تدريب "الخونة” ممن باعوا ولاءهم لأرضهم بولاء لطامع خارجي. نقدر تماماً الجهود الكبيرة المبذولة من قبل أجهزة الأمن في البلاد في سبيل ضبط هذه الخلايا الآثمة ومحاولات التهريب والتصدي لعمليات التخريب، نقدر لهم قيامهم بدورهم على الجانب الأكمل. في نفس الاتجاه نقدر للسلطة القضائية القيام بدورها بمحاكمة هؤلاء وإصدار أقسى الأحكام بشأنهم، فخيانة الوطن جريمة لا تغتفر، والتجسس لصالح العدو ضد دولتك لا يفسر إلا بـ”خيانة عظمى”.في البحرين تصدر أحكام بشأن هؤلاء تصل أقصاها للحكم بالسجن المؤبد والتجريد من الجنسية البحرينية التي لا يجب أن يتشرف بحملها من يخون البحرين، في حين أن هناك دولاً لا تتهاون إطلاقاً بشأن قضايا "الخيانة العظمى”، بعضها يطبق الإعدام حتى، مثل إيران نفسها التي تستهدفنا، إذ هي تعدم من يخالف نظامها التوجه حتى بدون اللجوء لمحاكمات. لكن للأمانة نقول بأننا وصلنا لوضع باتت معه الناس تضج بالفعل، إذ بين الفترة والأخرى تحصل عمليات إرهابية أبسطها قطع الطرقات وتخريب الممتلكات العامة، وأشنعها استهداف رجال الأمن بهدف إزهاق الأرواح، وبين الفترة والأخرى تكتشف خلية هنا وأخرى هناك، ومحاولة تهريب سلاح عبر جهات البحر المختلفة بالأخص القادمة من صوب إيران، وأمام كل هذا يعبر البحرينيون المخلصون لبلادهم عن الاستياء من هذا الاستهداف المستمر. دول الخليج العربي وصلت إلى مرحلة تفرض عليها تحديد موقفها بشكل واضح وصريح من إيران، أقلها الدول التي تعاني من استهداف صريح واضح مثل حال البحرين، إذ لا يمكن القبول بهذا التطاول وهذاء العداء العلني دون اتخاذ إجراءات صارمة. نعم قدمت البحرين شكوى للأمم المتحدة بشأن إيران وتعديها وتطاولها وتهديداتها، لكن ماذا بعد؟! نحتاج لوضع نقطة آخر السطر بشأن التعامل مع جارة السوء هذه. أما على الصعيد الداخلي وفيما يتعلق بمن «باعوا» أنفسهم وبدلوا ولاءهم من البحرين إلى إيران وسعوا وحاولوا ويحاولون الإضرار بالأمن الداخلي في بلادنا، هؤلاء لابد وأن تطبق عليهم القوانين الصارمة، سحب الجنسية هو أول الإجراءات، إذ من يستهدف البحرين بهذا الشكل لا يجب أن يقبل باستمراره في حمل جنسيتها، إضافة لأحكام القضاء الصارمة، فالخائن لبلاده لا يستحق أن ترأف به بلاده، لأنه باعها ولأنه عمل على الإضرار بها وبأهلها، بالتالي السجن بالمؤبد أخف ما يمكن أن يواجهه، ولمن يحتج ويدافع عن هؤلاء، فقط لخبرنا بما تفعله إيران بمن تراه بصورة الخائن، ولا نحتاج هنا للتذكير بصور مشانق أعمدة الإنارة الشهيرة. من يبيع أرضه ويعاديها لا يستحق أن تعامله الدولة وكأن له حقوقاً تؤدى، هو تخلى عن حقوقه حينما أخل بواجباته تجاه الوطن من ناحية الولاء والانتماء والإخلاص، لابد هنا من تطبيق معادلة المواطن الصالح في مقابل المواطن الطالح. من يسلك طريق الشر تجاه بلاده لا يجب أن يتباكى على مصيره الذي يحدده القانون الواضح والصريح في نصوصه المتعلقة بالإرهاب وخيانة الوطن، لا يجب أن يتباكى محاموه ولا الجمعيات ولا أحد آخر، لأن من سيتباكى عليه إنما هو يعلن وقوفه وتضامنه مع الخيانة العظمى. لابد من تطبيق صارم وسريع للقوانين تجاه هذه الأمور، حتى يفكر من ينوي خيانة بلاده ألف مرة قبل أن يفعلها، ليستوعب بأنه سيخسر كل مكتسباته كمواطن، وحينها لن تنفعه إيران ولا من يصرخ باسمها، سيستغلونه إعلامياً وسيعملون على تجنيد آخرين بدلاً عنه.