الإرهاب في البحرين بدأ بحجارة ثم قنابل المولوتوف وتطور حتى صار الآن قنابل السي فور وميليشيات مسلحة أعقبها اكتشاف مصانع للقنابل والمتفجرات، والمشهد الآن أننا أمام ميليشيات للقتل لا غير.بالمقابل نرى صمتاً مطبقاً من أهالي القرى، وهو صمت ليس منطقياً أبداً، وكذلك صمت الكثير من الفعاليات المجتمعية على أعمال الإرهاب التي تظهر هنا وهناك، أو حتى الصمت على اكتشاف الخلايا الإرهابية، فمن يصمت يؤيد ضمنياً مثل هذه الممارسات، وما نحتاج إليه أكبر من بيانات الإدانة والاستنكار، وفي قضايا الإرهاب لا توجد مناطق رمادية بل هناك لونين فقط هما الأبيض والأسود.من اكتشف لديه المتفجرات ومصانع القنابل محلية الصنع يجب أن يتم كشف هويته وبياناته ويعاقب بأشد العقوبات، لأنه يبدو أننا في مرحلة ستظهر فيها الكثير من بؤر الإرهاب. ومن تورط في التدريبات العسكرية في إيران أو العراق يجب أن تسقط جنسيته وهؤلاء لا يمكن اعتبارهم مواطنين فقد تنعمون بخيرات البلد بملايين الدنانير منذ ولادتهم وحتى اليوم وبالمقابل تخابروا مع دول أجنبية لهدم وطنهم، هؤلاء لا يمكن تسميتهم إلا خونة فهم خانوا وطنهم وخانوا انتماءهم إليه، فلا يمكن اعتبار من يساهم في هدم الدولة بالمواطن لأن اليد التي تهدم لا يمكن أن تبني.دول وحكومات وتنظيمات ترعى إرهاباً ممنهجاً ضد البحرين، وآن الأوان لتشريعات ونظام واضح يمنع سفر شباب الوطن إلى الدول التي تتبنى الإرهاب ويتم فيها تجنيد هؤلاء الشباب مثل إيران والعراق وسوريا ولبنان، فالوقوف والتفرج على تجنيد الشباب في خلايا ولاية الفقيه أو داعش لن يسامحنا عليه التاريخ.مازالت الكثير من المؤسسات خارج هيمنة الدولة ورقابتها وسيطرتها، وهي مؤسسات لإنتاج الكراهية والتطرف وتساهم في تنشئة جيل جديد سيكون غريباً على المجتمع بعد أن غرست فيه الجماعات الراديكالية المتطرفة مبادئ الكراهية والطائفية وكرست لديه العنف وسيلة لتحقيق المطالب. هي تنشئة مرفوضة وإن تأخر الوقت لذلك فهي تتم في المساجد والمآتم بعيداً عن رقابة الجهات المختصة، وتتم أيضاً عبر المدارس الحكومية والخاصة بعيداً عن رقابة وزارة التربية والتعليم التي مازالت تسوّق فكرة تعزيز الانتماء الوطني عبر المناهج للاستهلاك الإعلامي، وهي جهود ثبت عدم نجاحها.هي مرحلة مفصلية، إما أن نتحلى فيها بالمسؤولية ونمارس الدور الوطني المطلوب منا بجدية لمواجهة التحديات أو نعتذر لنواجه مستقبلاً لا نعرف اتجاهاته، ولا أعتقد أن البحرينيين اعتادوا على التخلي عن المسؤولية.