منذ أن بدأ أول انعقاد لأول مجلس نيابي منتخب بعد العام 2002، والمواطن ينتظر ضوءاً في نهاية النفق، ننتظر أن يكون لدينا مجلس سيد قراره. أن يكون لدينا مجلس يستطيع أن يحاسب ويراقب ويشرع بحسب القانون والدستور واللائحة الداخلية، إلا أننا في كل مرة نصاب بخيبة أمل، وبانتكاسة كبيرة تجعل من البعض يراجع حساباته في الذهاب إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى..!في كل مرة كان أهل البحرين يفزعون من أجل وطنهم حين يتوجهون للصناديق، وسيادته وشرعية الحكم فيه، ومن أجل أن يدحروا مشاريع قذرة يراد لها أن تغدر بالبحرين. فزعتنا ليست إيماناً منا بأن المجلس يستطيع أن يحقق لنا شيئاً، ولكنها كانت من أجل البحرين، هذا الوطن الذي تخطت محبته عند أهل البحرين «الحقيقيين» مراتب العشق عند أكبر العشاق على وجه الأرض.مجلس لا يستطيع أن يحاسب، ولا يستطيع أن يقول كلمات وعبارات لأن هناك من سيسكته ويشطب كلامه، ما هذا المجلس الكارتوني؟نحن في أزمة تقرير ديوان الرقابة وجدول أعمال النواب به بند «الوشم»..!اتركوا الناس ليحاسبها ربها، هو من يحاسب، وهو من يغفر، وهو من يدخل من يشاء في رحمته، فهل انتهت قضايانا لتناقشوا الوشم؟لمعلوماتكم هناك شيوخ دين حاليين لو كشفتم عن أماكن في جسدهم لوجدتم «وشم» من أيام الشباب، وصرعات الشباب، لكن الله بعد ذلك هداهم وأصبحوا شيوخ دين، فهذا الأمر اتركوه للناس بينهم وبين ربهم، فقط يحتاج إلى توعية صحية، وتوعية دينية وأسرية، ليس أكثر من ذلك.افتحوا ملفاتنا، افتحوا قضايانا وهمومنا، مازال هناك وقت لتكسبوا الشارع إذا أردتم، وإذا ما تناولتم المواضيع التي تشكل صلب حياة الناس ومعيشتهم وقوتهم.هناك وزراء يستخفون بالمجلس وبقدرة المجلس على المحاسبة والاستجواب، حتى الاستجواب لا تستطيعون فعله لأغلب الوزراء، فأي مجلس هذا الذي ينفصل عن هموم الناس، ولا يستطيع ممارسة صلاحياته بحسب الدستور.نصيحة أخوية للسادة النواب، لا تنفصلوا عن قضايا وهموم الناس أكثر مما أنتم عليه اليوم، متى ما حدث ذلك سقطت شرعيتكم المعنوية عند المواطن، وأصبح لا يثق ولا يعول عليكم.(2)بعد أن وضعتنا منظمة الصحة العالمية من ضمن الدول المصابة بوباء الكوليرا، مع العراق وإيران والكويت، فإننا نسأل من بيده الأمر، ألا ينبغي وقف السفر إلى العراق وإيران حتى لا تنتقل إلى أهل البحرين الأمراض التي تأتينا من هناك من بعد زيارة البعض لتلك الدول من أجل موسم ديني، وهذا الذي عاد علينا بالوباء من خلال العائدين من هناك؟ينبغي اتخاذ خطوات احترازية رغم كل تطمينات وزارة الصحة حول موضوع السيطرة على الكوليرا، وإذا أردتم الصراحة لم نعد نصدق أحداً اليوم..!(3)خلال الفترة الماضية قامت وزارة الداخلية بجهود طيبة وكبيرة على صعيد العمل الاستباقي، وقد حققت نجاحات واضحة وملموسة، صحيح أن الإرهاب لن ينتهي في يوم وليلة، لكن هذا العمل والنهج سيؤدي إذا ما استمر بذات القوة إلى تحجيم الإرهاب والوصول إلى الخلايا النائمة.نشكر كل من قام يجهود طيبة من رجال الأمن من أجل الوصول لتلك الخلايا (والسراديب) فهذا هو نهج قديم في إقامة سراديب تحت الأرض لتخزين المتفجرات والأسلحة، ويبدو أن الأماكن الدينية لا تخلو من ذلك وقد ظهر هذا الأمر في أحد الأماكن سابقاً.كل جهد وعمل وطني مخلص من قبل أجهزة الأمن ورجالها ونسائها هو محل تقدير واحترام وامتنان لكل يد شريفة ساهمت في حفظ أمن الوطن، والشكر موصول إلى الرجل الفاضل وزير الداخلية.لا أعرف لماذا الأحداث القوية تأتي دائماً في ذات اليوم، فقد جاء خبر إلقاء القبض على خلية مكونة من 47 إرهابياً في ذات اليوم الذي سلم فيه تقرير ديوان الرقابة للسادة النواب..!لا أعرف لماذا هذا التزامن، إما أن يكون ذلك صدفة، وإما أن يكون.....!(4)رسالة إلى من يعنيه الأمر.. ما حدث في مطار شرم الشيخ في حادث سقوط أو تفجير الطائرة الروسية ينبغي أن يكون درساً لكل مطارات المنطقة، وأول ما يعنينا مطار البحرين، علينا أن نستفيد إيجابياً مما حدث في مراجعة إجراءاتنا، كل الإجراءات سواء من خلال دخول المسافرين، أو مراقبة الموظفين العاملين في ساحة المطار الأرضية عند الطائرات، هذه رسالة نوجهها للمعنيين.(5)بعيداً عن كل التفاصيل المزعجة والكبيرة، والتي أصبحت تتعب أهل البحرين وترد بشكل دائم في تقرير ديوان الرقابة المالية، بعيداً عن المخالفات المليونية فإن ما ورد حول وجبات المدارس والرقابة الصحية عليها كان صدمة كبيرة بالنسبة للرأي العام.ما ورد من ملاحظات في هذا الشأن مؤسف، وقد يجعلنا نصبح يوماً على كارثة تسمم أو كارثة صحية بسبب عدم الرقابة على صحة الوجبات التي تقدم للطلبة والطالبات بالمدارس.ذات الأمر ينطبق على الرقابة على وجبات المرضى بالمستشفيات الخاصة، أيضاً لا رقابة عليها وهو أيضاً موضوع خطير، وأخشى أن ذلك يحدث أيضاً في المستشفيات الحكومية الكبيرة..!المسألة برمتها مسألة رقابة، وأيضاً ورد في التقرير ملاحظات على المساخ، كلها قضايا خطرة، ويجب فرض الرقابة الصحية بصرامة وقوة على هذه الأماكن لما لها من خطورة وكوارث قد نفجع بها بسبب غياب الرقابة الصحية، إنني أقرع الجرس، وعلى المعنيين متابعة الأمر.(6)أعتقد أن ما ينظر اليوم في المحاكم من قضايا تتعلق بمخالفات ديوان الرقابة للعام الماضي لا تتجاوز القضية الواحدة، أو ربما يضاف إلى القضية بعض القضايا، إذا صحت معلوماتي.يعني كل هالحفلة، وكل هالمخالفات، وفي النهاية قضية واحدة تصل إلى المحاكم بعد فلترة كل القضايا، ففي كل فلتر تسقط قضايا، وأصلاً تقرير ديوان الرقابة مفلتر ومنزوع الدسم، ومنزوع من ملفات مريرة..!هذا هو واقعنا، «هيصة وزمبليطة» ووعيد من السادة النواب.. وآخرتها قضية وحدة بالمحاكم.. صباح الخير يا وطن ويا تقرير..!