قرار النادي الأهلي بتجديد الثقة في المدرب الوطني عدنان إبراهيم مدرباً للفريق الأول لكرة القدم جاء ليسكت كل الأصوات النشاز وكل الشائعات التي أعقبت الهزيمتين المتتاليتين للفريق الأصفر أمام سترة والبسيتين في الجولتين الثانية والثالثة من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم والتي سعت للترويج إلى إقالة المدرب الذي نجح بامتياز في قيادة الفريق إلى العودة إلى دوري الأضواء.فقد كشف التصريح الذي أدلى به أمين سر النادي أحمد العلوي عن مدى النظرة الثاقبة للإدارة الأهلاوية ومدى الوعي الرياضي الذي تتمتع به هذه الإدارة وإيمانها بالاستقرار الإداري والفني كنهج أساسي للتطوير، وهنا يتضح لنا مدى الفارق بين إداري خرج من رحم الرياضة لاعباً وإدارياً وبين إداري لا يعرف من الرياضة سوى حب الظهور تعليق أخطائه على شماعة الآخرين!خير فعل الأهلاوية بتمسكهم بابن القلعة الصفراء المدرب الوطني الطموح عدنان إبراهيم الذي قاد الأهلي إلى البطولات لاعباً ثم مدرباً قبل أن يعود لانتشال الفريق من دوري المظاليم ويعيده إلى مكانه الطبيعي وهذا ما يجب أن تفعله الإدارات الواعية التي تؤمن بمبدأ الربح والخسارة وتؤمن بأهمية الاستقرار الفني وتؤمن بأن الفوز والخسارة لها ثلاثة أضلاع هي الإدارة والمدرب واللاعبون وأن التقييم العادل يجب أن يكون منصفاً, لقد شهدت الأسابيع الماضية إقالة اثنين من المدربين الأجانب في مراحل مبكرة جداً هما مدرب المحرق الفرنسي «دراغان» ومدرب المنامة الإسباني «أولمو» ومع ذلك لم نشهد من كلا الفريقين في الجولات الثلاث ما يوحي بأن قرار الإقالة كان في محله، فالمحرق لم يظهر حتى الآن بالمستوى المأمول رغم فوزه في الجولتين الأولى والثانية قبل أن يخسر أمام الحد في الجولة الثالثة، أما المنامة فقد ذهب من السيئ إلى الأسوأ ولايزال يحتل ذيل القائمة بدون نقاط وهو الفريق الذي كان قاب قوسين أو أدنى من لقب تاريخي في الموسم الماضي تحت قيادة المدرب العربي التونسي بن شمام الذي فوجئنا بعدم تجديد عقده!الفارق بين قرار الأهلي وقراري المحرق والمنامة هو الفارق بين من يبحث عن الاستقرار ومن يتأثر بردود أفعال لاعبيه وجماهيره ويبحث عن النتائج الوقتية!إن تقييم الجهاز الفني والإداري من الأمور المشروعة كما هو الحال بالنسبة لتقييم أداء اللاعبين على أن يكون هذا التقييم قائماً على أسس ومعايير منطقية وعادلة بعيدة عن العواطف والمؤثرات الخارجية التي أثبتت عدم جدواها.
Opinion
قرار أهلاوي مثالي
08 نوفمبر 2015