مجموعة من الحقائق اهتم وكيل وزارة الخارجية السفير عبدالله بن عبداللطيف ببيانها والتأكيد عليها في لقائه الأسبوع الماضي برؤساء بعثات الدول الشقيقة والصديقة ورؤساء بعثات الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن المعتمدة لدى البحرين؛ أولها أن الذين يتصورون أنهم بمساعدتهم للإرهاب في أماكن أخرى يبعدونه عنهم واهمون ومخطئون، حيث الإرهاب سيرتد عليهم إن عاجلاً أو آجلاً، وثانيها أنه لا توجد دولة بمنأى عن خطر الإرهاب، وأن هذا يدعو بالضرورة إلى مضاعفة الجهود والمزيد من التكاتف الدولي والإقليمي وتطوير سياسة المواجهة بهدف القضاء على الأسباب الحقيقية لتنامي ظاهرة الإرهاب التي تهدد العالم بأسره، وثالثها أن إيران تدعم الإرهاب وتسعى للتخريب في البحرين معتقدة أنها بعيدة عن خطره وأنها هي التي تقف وراء التنظيم الإرهابي الذي تم الكشف عنه أخيراً، ويعتبر أعضاؤه من أخطر العناصر الإرهابية التي تعمل من خلال شبكات عنكبوتية وتسعى إلى زعزعة أمن البحرين بعد أن تحولوا إلى أدوات لتنفيذ أجندات خارجية تستهدف أمن واستقرار المملكة.والحقيقة الرابعة التي اهتم وكيل وزارة الخارجية ببيانها والتأكيد عليها هي أنه لا تستطيع أي دولة مهما أوتيت من قوة أن تقضي بمفردها على العنف والإرهاب، والحقيقة الخامسة هي أنه ليس بمقدور الإرهابيين الاستمرار والبقاء طالما كان هناك تعاون شامل وشفاف وسعي جماعي صادق للقضاء على الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره وتجفيف منابع تمويله، أما الحقيقة الأخيرة فهي أن التفاصيل التي أعلنتها البحرين عن «التنظيم الإرهابي الذي يضم 47 عنصراً على صلة وثيقة بجهات إيرانية وعناصر إرهابية مقيمة في إيران وأنهم تلقوا تدريبات على استخدام الأسلحة وتصنيع المتفجرات في معسكرات إيرانية» صحيحة ودقيقة وأنه لولا أنها كذلك لما تم نشرها. وحده اجتماع وكيل الخارجية برؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى البحرين يؤكد أن موضوع اكتشاف التنظيم الإرهابي لا يقبل التشكيك، فالدبلوماسيون بطبيعتهم يسهل عليهم أن يكتشفوا حقيقة ما يقال لهم ولا يجدون صعوبة في التأكد من مدى صدقه وواقعيته، وهم -بطبيعتهم أيضاً- لا يتأخرون عن التعبير عن قناعاتهم وإن بطرق دبلوماسية. أساساً لا يمكن لوكيل وزارة الخارجية أو الوزير أو أي دبلوماسي أن يطلع السفراء المعتمدين لدى المملكة على معلومات كهذه لو لم تكن أكيدة ودقيقة، كما أن الدبلوماسيين بشكل خاص لا يقبلون أن تباع عليهم بضاعة مغشوشة لأنهم سيشعرون أنهم مستغفلون وأن من يحاول أن يمرر عليهم تلك المعلومات الناقصة لا يحترمهم ولا يقيم لهم ولدولهم وزناً. في كل الأحوال واضح الآن أن البحرين مستهدفة، وواضح أن إيران لا تريد أن تتركها وأهلها في حالهم، وواضح أنها تمكنت من غسل أدمغة البعض وأوهمتهم بأنهم قادرون بمساعدتها على الوصول إلى مبتغاهم وأنهم قاب قوسين أو أدنى من اليوم الموعود، وأنها لن تتخلى عنهم ولن تبخل عليهم بكل ما تستطيع كي يحققوا أهدافهم التي هي في كل الأحوال أيضاً جزء من أهدافها. لكن، إلى متى سيستمر الحال كما هو الآن؛ البحرين تكتشف منظمات إرهابية وخلايا تنظيمية وأسلحة ومتفجرات وإيران تنفي وتواصل تدخلها في الشؤون الداخلية لبلد مستقل وتواصل دعمها للإرهابيين؟ ما الدور الذي ينبغي أن تقوم به الأمم المتحدة في هذا الخصوص؟ وما هو دور مجلس الأمن وجامعة الدول العربية؟ هل ينتظرون حتى تقع الفأس في الرأس وتسيطر إيران على البحرين ليتحركوا؟ ألا يكفي ما حدث مع الجزر الإماراتية التي ابتلعتها إيران ووصلت إلى الحد الذي صارت ترفض فيه حتى الحديث معها عن هذه الجزر؟ لابد من تحرك إقليمي وعالمي ضد هذه الدولة التي هي الإرهاب «بعينه واعلمه».
Opinion
إيران هي الإرهاب «بعينه واعلمه»
09 نوفمبر 2015