هذه واحدة من الظواهر المفزعة لتاريخ الرياضة البحرينية عامة وكرة القدم على وجه الخصوص لم تأخذ من المهتمين بالشأن الرياضي أي التفاتة تذكر أو حتى إشارة لكنني سوف أقرع الجرس الرياضي لعل وعسى أن تتحرك المياه الراكدة وكما يقول المثل الصيني غير الرياضي «أشعل شمعة ولا تلعن الظلام».الكل يعرف إن معظم اللاعبين السابقين في كرة القدم منهم الأموات الذين ترحمنا عليهم ولانزال نتذكرهم بالخير والأحياء الذين يعيشون بين ظهرانينا قد أنجبوا أولاداً وبناتاً لكن الظاهرة المفزعة إننا لا نجد اليوم من يخلدهم في الملاعب الكروية فالولد كما يقال يتسلم تاريخ والده كي يكمله فإذا كان الأب مهندساً تجد واحداً من أبنائه يميل إلى الهندسة وهذا ينطبق على الطبيب أو المدرس والصحافي وحتى «حفار القبور» لكن أين أولاد اللاعبين الكرويين في حياتنا الكروية اليوم.نحن مع الوالد إذا اعترض على مواصلة ابنه مزاولة كرة القدم لأنه يرى أن لا منفعة فيها وأن التوجه إلى التحصيل الدراسي والعلمي هو الأفضل وإذا كان هذا موقف كل الآباء فالمسألة سوف تختلف وعلينا أن نتقبل الأمر الواقع ونقول لكرة القدم «باي باي».أما إذا تركنا تبرير أولياء الأمور يرسخ في العقول بأن الكرة لا منفعة من ورائها بما فيها بقية الألعاب الرياضية الأخرى فهذا يعني أن نغلق من أفكارنا شيء اسمه الرياضة والذي يترتب عليه إلغاء تدريس هذه المادة في المدارس والكليات والجامعات وشطب الأندية والاتحادات والمؤسسات الرياضية الرسمية والأهلية حتى لا نلهي أولادنا وبناتنا بما نراه غير نافع.أنا لن أذهب بعيداً وعليكم أن تقرؤوا أسماء لاعبي عدد من الأندية الكبيرة مثل المحرق والأهلي والرفاعين والمنامة والنجمة والبحرين والحالة والبديع والبسيتين والمالكية وسترة وغيرهم فلن تجدوا إلا واحداً أو نصف واحد والنسبة تبدو مخيفة ومقلقة على المستقبل.أقول لكم: لقد أصبح اللاعب القادم والمنتقل من ناديه الأساسي إلى النادي الفرعي على سبيل موجة الاحتراف الفارغة المعمول بها حالياً هو «صاحب شارة القيادة» للفريق أما أبناء النادي فلا وجود لهم البتة وهذا دليل على أن الأبناء تركوا إرث الآباء في الكرة خاصة والرياضة عامة وغداً سوف نقرأ أن لاعباً أفريقياً أو غيره من الأجانب هو صاحب الشارة والقيادة!!.ألا تشعرون معي بالقلق مثلما أنا أشعر أم أنكم تعيشون فوق كوكب آخر من الكواكب البعيدة؟.