فارق شاسع بين أخلاقيات الانقلابيين والموالين لإيران وبين أبناء البحرين المخلصين، يتضح ذلك في التعامل وفي الكلام وحتى في التصرفات. مؤخراً كان سفير مملكة البحرين في بريطانيا الشيخ فواز بن محمد آل خليفة يتمشى في شوارع لندن مع مجموعة من موظفي السفارة، وتصادف تواجد ثلاثة من «مرتزقة» إيران المدعين بأنهم بحرينيون يعيشون في لندن بحسب ما يصرفه لهم من «فتات» أموال العميل الإيراني الأكبر سعيد الشهابي. هؤلاء حاولوا التعرض للشيخ فواز بالكلام مع تصويرهم الموقف بالفيديو، ومن شاهد المقطع سمعهم بكل وضوح وهم يذكرون أنفسهم بعدم لمس السفير، لأنهم يدركون بأنهم لو تجرؤوا على مد إصبع تجاهه لتمت محاسبتهم بشدة بحسب القانون البريطاني وبحسب اتفاقية فيينا في الجزء المعني بالسفراء، ولكانت النتائج وخيمة تصل لسحب اللجوء عنهم وحتى تسهيل تقديمهم للبحرين من قبل الإنتربول. الحادثة أثارت استياء كل بحريني مخلص، إذ مرتزقة إيران هؤلاء لا يمكنهم أصلاً التعامل بأسلوب مدني متحضر، أخلاقهم وسلوكياتهم لا تخرج عن إطار سلوكيات قطاع الطرق وعصابات الشوارع. هم ظنوا بأن الفيديو الذي نشروه أظهرهم على أنهم «أبطال»، في حين أنه الغباء بعينه، إذ الفيديو يبين بوضوح لكل من يراه من هو «البلطجي» ومن هو «المنحط» أخلاقياً وسلوكياً، ومن هو الذي يمارس أساليب «خارجة على القانون»، في المقابل بين بشكل واضح لا يحتاج لشرح كيف تعامل السفير البحريني بهدوء وتحضر لافت، وكيف كانت «ابتسامة» الشيخ فواز حارقة لدمهم. فيديو وتصرف «بلطجي» يمثل لهم بطولة، حالهم كحال جوقة من «الشتامين» في وسائل التواصل الاجتماعي، المختفين خلف «براقع» الأسماء الوهمية، والذين بما ينشرونه من سباب وقذف وشتائم يمنحوننا «هدايا» قيمة و»أدلة دامغة» تستخدم في أي نقاش أو حديث مع وسائل إعلامية غربية وشخصيات أجنبية تريد معرفة الوضع في البحرين، إذ ما يطلقونه من «أحط» الألفاظ، وما يقومون به من «دنيء» التصرفات يناقض ما يدعون به بأنهم طلاب ديمقراطية ومطالبين بالحرية. المناضلون أصحاب النضال «السلمي» الحقيقي، وأصحاب القضايا العادلة، والذين يعملون من أجل مصلحة الناس، من أمثال غاندي ونيلسون مانديلا ومارتن لوثر كينج، لم يقوموا يوماً بشتم الآخرين، لم تأت على ألسنتهم أوصافاً قاذعة ولا ألفاظاً منحطة، بل لم يتعرضوا يوماً لسلامة أحد، ولم يمارسوا يوماً أسلوب «اللوافر» في الشوارع أو قطاع الطرق، كانوا يتعاملون بأساليب حضارية مدنية راقية. الآن حينما نرى هذه الأساليب الصبيانية المراهقة في الشوارع، من خلال محاولات التعرض لشخصيات رسمية دبلوماسية، أو «مستنقعات قذارة لفظية» في وسائل التواصل الاجتماعي، يسهل علينا بيان الحقائق للعالم، بأن هل هذه تصرفات أناس يقولون بأنهم «سلميين» وأنهم يريدون الديمقراطية المفترض أنها تحوي الجميع باختلافاتهم؟!هؤلاء عناصر انقلابية، أفراد غذوا ودرسوا على الغوغائية ووصلوا لأحط مستويات التعامل البشري، حتى الكلاب الضالة في الشوارع لا تتعرض لك إلا إن حاولت التعرض لها والتطاول عليها. كلام السفير البريطاني في طيب بخصوص ما تعرض له سفير البحرين في لندن، لكن مع احترامنا لاتفاقية فيينا والبروتوكولات الرسمية، فإننا نطالب حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الرجل القوي في تصديه للفوضى والمخربين والإرهابيين باتخاذ إجراءات واضحة وحازمة تجاه هؤلاء المطلوبين في قضايا وعليهم أحكام في البحرين. فقط أقول للسفير البريطاني، تخيل لو أن أحداً حاول التعرض لك وأنت تسير في شوارع البحرين بمجرد اللفظ حتى، هل تتوقع بأن دولة البحرين ستسكت وستتعامل مع الموقف بتصريحات تبدي فيها حسن النوايا؟! لا والله، من سيتعرض لك لن يبيت ليلته في بيته، بل سيتم توقيفه بحكم القانون ولا شيء آخر، فحماية السفراء والتصدي للفوضويين من واجبات الدولة المستضيفة.
Opinion
«ابتسامة» السفير البحريني.. و»مرتزقة» إيران!
14 نوفمبر 2015