رعب وإرهاب وجثث وأحزمة ناسفة وأشلاء، جولة إرهاب جديدة والضحية هذه المرة باريس..لا يمكن أن نفصل تفجيرات باريس عما يحدث في سوريا، ومن غير الإنصاف أن نتعامل مع إرهاب باريس بمعزل عن حادثة الطائرة الروسية في شرم الشيخ وتفجيرات بيروت الأخيرة، وقصير النظر من ينظر إلى إرهاب باريس بمنظور مختلف عن الإرهاب الذي تعيشه البحرين على يد مرتزقة إيران، وعار علينا أن نبكي ضحايا «داعش» في باريس وننسى ضحايا ميليشيات حزب الله ومرتزقة إيران في سوريا، والذين تجاوز عددهم الـ350 ألف سوري، كلهم قتلوا، ومازال يقتل منهم كل يوم المئات وبدم بارد.إصرار دول الغرب على عملية الفصل والسماح بازدواجية المعايير هو خليط بين عدم الجدية وانعدام المصداقية وملهاة، مع فضيحة ومسخرة مع قلة قيمة وقلة حياء.. التعامل مع إرهاب «داعش» بمعزل عن إرهاب «حزب الله» في سوريا، وفروعه في البحرين والسعودية والكويت، والتي باتت أعمالها الإجرامية تستشري وتستبيح الأرواح والممتلكات، ولا تراعي حرمة الدين والإنسانية والقيم والأخلاق، يسمى هرطقة وأمراً غير منصف ولا يساعد على مكافحة الإرهاب. فجميع التعريفات تستقر على رأي واحد؛ الإرهاب هو كل عمل عنيف يقوم به فرد أو جماعة ضد أناس عزل أبرياء لتحقيق أهداف خاصة، والقراءات الواقعية يستقرأ منها أن الإرهاب في العالم يقف وراءه تنظيم مخابراتي متعدد الأهداف والغايات وأطرف عديدة إقليمية ودولية، وكل طرف يستفاد منه حسب إدارة مصالحه في المنطقة، واستناداً إلى التصارع غير العقلاني المزمن الموجود في المنطقة ودول الخليج العربي تحديداً، لأسباب سياسية ومذهبية وقومية واقتصادية، فإن اللاعب الأساسي والممول والداعم الرئيس في هذه اللعبة والمستفيد الأول هو إيران.إذا ترك لإيران «المارقة» أن تدعم وتمول -مادياً ومعنوياً- ميليشياتها الطائفية وعصاباتها المتطرفة، وتوظيفها لإثارة الفتن والصراعات والحروب المذهبية وتفكيك عرى اللحمة الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماع، عبر إرسال الشباب الشيعة للتدريب في العراق، في محاولة منها لتصدير التطرف الديني والإرهاب إلى دول الخليج، كما يحدث في البحرين والسعودية والكويت، بغية تغيير الهندسة الديموغرافية في تلك الدول لحساب مكونها الطائفي، فذلك أمر لا يمكن أن يسهم في الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب، وصمت دول الغرب يعتبر دليل إدانة ويعد تشجيعاً من قبل تلك الدول لعمائم قم.ليس تجنياً ولا تحاملاً، ولكن سياسة ازدواجية المعايير عند دول الغرب واختلالها وعدم جدية توجهاتها في محاربة كل أنواع الإرهاب، دليل على عدم مصداقيتها في مكافحة الإرهاب. فشن حرب تحالف دولية ضد «داعش» وترك ميليشيات «حزب الله» و»لواء أبوالفضل العباس» و»لواء فاطميون» و»لواء زينبيون» تقتل وتحرق وتبيد الشعب السوري دون حتى بيان إدانة واحدة مما يسمى بمجلس الأمن، نموذج صارخ على تلك الازدواجية في المعايير المتعامل بها عند دول الغرب بما فيها فرنسا نفسها.ترك بشار الأسد -إلى الآن- على رأس السلطة في سوريا يمثل أحد دعائم الإرهاب، إن لم يكن أهمها، ويساعد على انتشار الإرهاب، ومبرر أمام «داعش» و»حزب الله» وغطاء مشروع لإيران لتصدير الإرهاب وكل محاولاتها المذهبية لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، ويمثل قمة الازدواجية عند دول الغرب في معايير التعامل مع الإرهاب. ما الحل؟.. المفاجأة أنه لا يوجد إلا حل واحد وحيد، إزاحة الأسد من المشهد السياسي السوري، وهو ما يعني التخلص من «داعش» و»حزب الله» بحجر واحد، ويعني نهاية وضع حد لأطماع إيران للسيطرة على المنطقة، ويعني دليلاً على أن دول الغرب جادة في محاربة الإرهاب، ويعني تخليص العالم من نظام مجرم دموي فاشي وتسوية الأزمة السورية على أرض الواقع. وإلا.. سيستمر الوضع على ما هو عليه، وعلى المتضرر اللجوء إلى «القلق»، بان كي مون.