«مهزلة».. هي أدق وصف يمكن فيه وصف من يتباكى على مصائب الآخرين فقط لأن المجرم الذي استهدفهم يمثل له خصماً وعدواً، في حين يخرس ويبلع حجراً عندما يكون المجرم الذي يقوم بنفس الإجرام أو يزيد عليه، من جماعته. هذا ما فعلته الوفاق أمام مقرها ليلة أمس الأول، حينما أمسك عناصرها شموعاً ولوحات تحمل اسم لبنان وفرنسا باللغة الإنجليزية ليعبروا عن تضامنهم مع ضحايا العمليات الإرهابية التي ضربت مؤخراً كلا من البلدين. نصفها بالمهزلة، لأن صوت الوفاق لا يسمع إلا حين يكون الإرهاب محسوباً على السنة، وفي جانب آخر حين يستهدف أفراداً من الطائفة الشيعية. ولأن تنظيم «داعش» ليس شيعياً مثل «حزب الله» الإرهابي، فإن الوفاق ستكون أول المستنكرين، ولكن حين يكون الإرهاب بيد إيران وعملائها كبشار الأسد أو الحوثيين أو الانقلابيين في البحرين أو حزب الله، فإن الوفاق تخرس ولا تجرؤ على النطق بحرف. والله مشهد هزلي مضحك، حينما تقول الوفاق إنها ضد الإرهاب، لكنها في الوقت نفسه تركع أمام إيران، تتمرغ في التراب الذي يمشي عليه حسن نصرالله، تبارك إجرام ووحشية بشار الأسد بحق الأبرياء «السنة» في سوريا، والأدهى لا تنبس بحرف إزاء الإرهاب الحاصل في البحرين ولا قتل رجال الشرطة ومحاولات قتلهم. الوفاق لم تدن بحرف انتهاك حقوق الإنسان، وتحديداً الإنسان السني في إيران ولا الأحواز، وتتعامل مع ما يحصل في سوريا مثل الأعمى الذي لا يرى شيئاً. وكيف تدين أصلاً ومرجعهم الديني هو الذي حرض على قتل رجال الأمن في البحرين بل و»سحقهم» في دعوة إرهابية صريحة؟! مهزلة حقيقية، حينما تحاول الوفاق إيهام الشعب الفرنسي بأنها متضامنة معهم وتعزيهم جراء إرهاب داعش، في وقت لا تجرؤ فيه الوفاق الاعتراف للشعب الفرنسي بأنها تدعم المجرم بشار ولا تدين جرائمه بحق ملايين السوريين الذين قتلوا وهجروا وكان لفرنسا نصيب من استقبال هؤلاء اللاجئين، وكما أعلن ذريعة داعش لضرب فرنسا موقفها من الحرب في سوريا. كان الأولى يا حقوقيين ودعاة الدفاع عن حقوق الإنسان أن تدافعوا عن البشر المنتهكة حقوقهم في كل بقاع الدنيا، وأن تبدؤوا بأكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية متمثلة بجرائم الحرب في سوريا والتي تدعمها حبيبة قلوبكم إيران وحزب الإجرام بقيادة حسن نصرالله الذي قبلتم رأسه وأنتم تجتمعون معه مراراً في مقره بالضاحية الجنوبية. لكنها طائفيتكم المقيتة، أنتم وإعلامكم الأصفر الذي لا يقوى على انتقاد الإرهاب الشيعي ذي الصناعة الإيرانية، وتحصل اليوم في داعش على فرصة لإعلان أنهم ضد الإرهاب. والله كلنا ندين الإرهاب بكافة أشكاله، سنياً كان أو شيعياً، من داعش والقاعدة أو حزب الله، لكنكم أنتم لا تجرؤون على إدانة شيء له ارتباط بإيران. طائفيتكم مفضوحة وولاؤكم مشكوك فيه، فمن يصف شرطة بلاده بقوات «مرتزقة» يريدنا أن نصدق بأنه ضد الإرهاب؟! مهزلة!والله لم يدافع عن الإرهاب الذي يضرب البحرين إلا أنتم، لم يبرر للإرهابيين أفعالهم إلا أنتم، لم يحرض على رجال الأمن سواكم. هذه حقيقة كل موالٍ لإيران تابع لها، فأمام إرهاب من ينتمي لهم ويواليهم يصبح «أصم، أبكم وأعمى».
Opinion
وعن إرهاب جماعتهم.. صُم بكم عمي!
17 نوفمبر 2015