زادت العاصفة الثلجية التي تضرب أجزاء كبيرة من العالم العربي معاناة السوريين في الداخل والمخيمات مع قلة الطعام والتدفئة والدواء، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد من الأطفال بردا, وأعلن ناشطون سوريون ,اليوم الخميس، أن القتال بين القوات الحكومية السورية ومسلحي المعارضة توقف في بعض الجبهات بسبب العاصفة الثلجية التي تضرب منذ ثلاثة أيام معظم بلاد الشام.حيث يعاني اللاجئون في مخيم بالقرب من مدينة زحلة في البقاع من عدم إستطاعتهم إزالة مياه المطر والثلوج عن الخيام واستخدامهم للكارتون في التدفئة، ويستخدمون الحطب والأحذية وحرق الإطارات للتدفئة.وذكرت مصادر أن استخدامهم لهذه المواد يضر بصحتهم، خاصة أنهم أيضاً لا يملكون أغطية كافية ولا ملابس مناسبة، ومعاناة نقص الغذاء رغم بعض القسائم من المفوضية العليا للاجئين، ولا تتجاوز 28 دولاراً بالشهر الكامل.والأطفال يدفعون الثمن الأكبر لشدة البرد ونقص التدفئة، ليتحول الثلج بلونه الأبيض في سوريا إلى وبال في تأثيره على أبنائه، إذ إن هذا الرداء الأبيض يغطي تحته آلاماً وأحزاناً وظروفاً صعبة يعيشها السوريون على وقع أقوى عاصفة تضرب المنطقة منذ عقود.ودفع نقص المواد الغذائية ووسائل التدفئة وقلة المساعدات الغذائية للسوريين إلى استجداء المساعدة من الخارج، حيث يطالب سوريون بالمساعدة من الدول العربية، مع استمرار معاناتهم اليومية.وتتزايد أعداد النازحين واللاجئين السوريين لتصل إلى أرقام كبيرة، حيث إن هناك مليونين ومئتي ألف لاجئ مسجل، وستة ملايين وخمس مئة ألف سوري نازح داخل سوريا، ما يعني أن هناك نحو ثمانية ملايين وثماني مئة ألف شخص اقتلعوا من مختلف أرجاء البلاد .وخارج سوريا، تُضاعف المنظمات الدولية والحكومات جهودها لتخفيف معاناة اللاجئين في مواجهة الشتاء القارس، ففي مخيم الزعتري استبدلت إدارته الخيم بكرنافات قدمتها السعودية وعمان وتايوان، كما حفرت الأقنية لتصريف مياه الأمطار.ورغم كل الظروف الصعبة في سوريا يبقى الأمل في الحياة أقوى من خوف الردى، ليبقى نابضاً في عروق أطفال يلعبون في الثلج غير آبهين لمخاطر القصف المحيط بهم.ناشطون: الثلج يوقف القتال في بعض مناطق سورياأعلن ناشطون سوريون الخميس، أن القتال بين القوات الحكومية السورية ومسلحي المعارضة توقف في بعض الجبهات بسبب العاصفة الثلجية التي تضرب منذ ثلاثة أيام معظم بلاد الشام.وذكر موقع "سكاي نيوز عربية" أن الناشطون بثوا صورا على الإنترنت، للثلوج التي تساقطت على العديد من المدن السورية، منها شريط يظهر فرحة أطفال بلدة دار عزة في ريف حلب بتساقط الثلوج رغم الأجواء الباردة.ورصدت صور أخرى فرحة بعض المواطنين في أحياء مدينة حمص وسط البلاد، بأجواء تساقط الثلوج، رغم الحصار المفروض عليها من قبل القوات الحكومية منذ أشهر.وقالت لجان التنسيق المحلية: "إن 59 شخصا قتلوا في سوريا الأربعاء معظمهم في دمشق وريفها وحمص".وحسب ناشطين سوريين، فقد تمكن الجيش الحر من السيطرة على ثلاثة مواقع للقوات الحكومية في منطقة عدرا العمالية في ريف دمشق.