الرأي

تأملات

المسيــــر



أرغمت أن أضع قلمي على الهامش.. وكلما أردت العودة وجدت صعوبة بالغة بأن يعود ليسطر حروفه.. قد لا أعذر لأن المجالات كثيرة.. والمشاعر لا تتوقف عند معين.. والمساحات شاسعة حتى نكتب ونوصل رسالة لجميع البشر.. لا أعذر لأني بالفعل قد أتكاسل أحياناً.. ولكني أحب أن ألتزم حتى تتطاير حروف كلماتي لتلك القلوب المتعطشة للحب.. للأمل.. للسعادة والطمأنينة.. عذراً لكم جميعاً.. لأن حبل الوصال.. لا أقول قد انقطع.. بل توارى من وراء ضباب الحياة.. عذراً فلم أعد أقوى أن أبتعد كثيراً عن مساحات الحروف.. أعود وأعود وإن تكررت المعاني.. لأنها في قلبي تعني الشيء الكثير..
مهما اكتسبت الخبرة، ومهما كتبت على تلك الوريقات الصغيرة التي تحتفظ بها على مكتبك بأنك «الحب الذي يسع الآخرين».. فإنك ستظل تدور في حيز «الحيرة» تجاه من تتعامل معهم في دروب الحياة.. فمازالوا يكشرون عن أنيابهم حتى يثبتوا جدارتهم أمام الآخرين.. مازالوا يعتقدون أنهم الأفضل في مهارات الحياة.. فتراهم يتحدثون عن السعادة والفرح.. وهم في الوقت ذاته يواجهون غيرهم بأسلحة الإحباط ويصطادون في الماء العكر، ولا يقدرون أبسط علامات الود التي تجمعهم بمن يحبون!
كتب حلمه في صخرة فوق جبل شامخ.. لأنه على يقين بأن حلمه سيتحقق يوماً ما، وستتناول سيرته الأجيال.. حلمه لم يبتعد كثيراً عن أرض الواقع، لكنه اصطدم برؤى وأحكام الأمزجة البشرية التي تقيس الأمور بمقياسها القاصر ووفق اعتبارات ومشاهدات أكل عليها الدهر وشرب!! هناك العديد من الأمزجة لا تقتنع أن تحمل حلمك فوق طبق من ذهب بالرغم من روعته وجماله.. لأنها لاتزال تلبس المنظور القديم في التعامل مع مقتضيات الحياة.. معان مهمة لا يفقه مضامينها إلا من قرأ أحلام الناجحين بواقعية الزمن المعاش.
في غالب الأحيان يحرص القادة في ميدان عملهم على التخطيط السليم من أجل أن يتركوا أكبر الأثر في ميدانهم.. بحكم خبراتهم ونظراتهم الثاقبة هم على قدرة كبيرة بأن يرسموا أحلام الآخرين على جدران مؤسساتهم، حتى يضمن كل فرد موقعه الجميل على خارطة التطور وفق رؤية يراها الجميع بنفس المنظور.. نحتاج هذه النوعيات من القادة التي تقدر العنصر البشري وتعده مصدر النجاح لمنظومة العمل، لا أن تتأثر ببعض الأمزجة الإدارية الأخرى التي ترسم التطوير من أجل التراضي لا من أجل تحقيق نجاح مؤسسي متمكن..
جميل جداً أن تكون على وعي كامل بمن تتعامل معه.. جميل أن تبني علاقاتك على التفاهم والتراضي والإخلاص.. جميل أن تعمل لغيرك وتضع في نصب عينك أنك معه في نفس الطريق تفكرون في النجاح.. جميل أن تستغل كل فرصة في حياتك لتكون صورة مؤثرة في نفوس الآخرين.. فقد علمتني الحياة أن الفرصة لا تتكرر أكثر من مرة.. فاستغلها قبل أن تطير.. فلا تعود أبداً.