مسؤول عسكري إيراني قال أخيراً إن بلاده سترد بعنف إذا بات مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على بعد أقل من 40 كلم من حدودها مع العراق وأفغانستان، وهو الخط الأحمر الذي حددته لضرب داعش عندما وصل مقاتلوها إلى محافظة ديالى في العراق والمتاخمة للحدود الإيرانية في يونيو الماضي. وحسب الخبر الذي تناولته وسائل إعلام إيرانية ونشرته «إيلاف» فإن المسؤول العسكري الإيراني قال «نعرف أيضاً أن داعش موجودة في شمال أفغانستان «الواقعة شرق إيران» وتريد الاقتراب من حدودنا «...» استراتيجيتنا هي تدمير داعش إذا بات على بعد أقل من 40 كلم من حدودنا» .هذا يعني باختصار أن إيران ستضرب داعش وأي مسلحين آخرين إذا صاروا على بعد أربعين كيلومتراً من أراضيها، أي أن إيران تعتبر الأربعين كيلومتراً من العراق وأفغانستان ضمن أراضيها، لذا فإنها فور أن تعلم بتجاوز أي قوات لهذا الخط فإنها ستدخل الأراضي العراقية أو الأفغانية بحجة اقتراب داعش من أراضيها. قرار وحكم غير معقول ولا تفسير له سوى أن إيران تعتبر نفسها السيد في المنطقة وترى أن الأربعين كيلومتراً من أراضي الغير المتاخمة لأراضيها أرضها هي وليست أراضي الغير. طبعاً بالمقابل تبيح إيران لنفسها الاستفادة من الأربعين كيلومتراً من أراضيها المتاخمة لأراضي الغير ولا تسمح لأحد أن يصرح بمثل ما صرحت به، حيث لا يحق للآخرين أن يعتبروا الأربعين كيلومتراً من أراضي إيران خطوطاً حمراء بالنسبة لهم. أيضاً نسب إلى المسؤول العسكري الإيراني أنه قال «إن كل الوحدات العسكرية على أهبة الاستعداد لتأمين سلامة الزوار الإيرانيين الذين سيتوجهون إلى العراق للمشاركة في إحياء ذكرى أربعينية الحسين»، وهو تصريح غامض قد يفهم منه أن القوات الإيرانية ستصاحب الزوار إلى كربلاء وستعمل على حمايتهم في العراق حتى عودتهم، أي أن قواتها ستتواجد في العراق الذي تسيطر قوات داعش على مساحات شاسعة منه، ويعني أنها لو لم تصاحبهم وتعرضوا إلى سوء مصدره داعش أو غير داعش فإنها ستتواجد عنوة في العراق «وتعزز تواجدها الحالي». في السياق نفسه يمكن أن تفسر هذه التصريحات بأن إيران سمحت لنفسها الدخول إلى أي أرض في المنطقة تعتقد أو تتوجس أن داعش يتواجد فيها أو يقوم فيها بعمل ما، وعليه فإنه لن يكون مستغرباً لو أن القوات الإيرانية تواجدت بعد أي عمل تخريبي يقوم به تنظيم الدولة في أي دولة خليجية بحجة حماية نفسها، أي أنها تتخذ من داعش مطية لدخول كل دول المنطقة حيث من حقها أن تحمي نفسها، عدا أنها تعتبر نفسها مسؤولة عن كل المقدسات أينما كانت فتتواجد لتحميها من داعش.تصريحات المسؤول العسكري الإيراني جاءت تعليقاً على ما صرح به وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن «بلاده قد تقاسمت معلومات مع فرنسا والولايات المتحدة وإيران تشير إلى أن التنظيم المتطرف قد يشن اعتداءات في هذه البلدان». وطالما أن داعش نفذ «غزوة باريس» وهدد بتنفيذ «غزوة واشنطن» لذا فإنه لن يكون مستبعداً أن يعد لـ»غزوة طهران» أيضاً، وعليه فإنه صار من حق إيران أن تحمي نفسها بالدخول في أراضي الغير حولها ارتكازاً على شماعة داعش. اليوم تتواجد قوات إيرانية على شكل «مستشارين ومتطوعين» في العراق وسوريا بحجة محاربة داعش، وبعد قليل ستتواجد في بلدان أخرى في المنطقة بالذريعة نفسها، ما يعني أن إيران تستغل داعش لتخيف به دول المنطقة وتعتبره سبباً يعينها على التواجد فيها، مرة بحجة حماية المقدسات ومرة بحجة حمايتهم وثالثة بحجة حماية نفسها من تهديدات، قال الجعفري إنها حقيقية وإن بلاده تقاسمتها مع فرنسا والولايات المتحدة.. وإيران!