ما إن تتعرض منتخباتنا الوطنية لكرة القدم إلى إخفاق حتى تتبعه نغمة المطالبة بالاستقالة الجماعية لمجلس إدارة اتحاد الكرة أو المطالبة بإقالة الأجهزة الفنية والإدارية أو المطالبة بتجميد النشاط الكروي الخارجي أو غير ذلك من المطالبات التي لم تتعد في مضامينها أكثر من المشاعر العاطفية وردود الأفعال الآنية التي لم تغير من واقع الحال الكروي البحريني شيئاً!المطالبة بإقالة مجلس إدارة أي اتحاد رياضي منتخب هو من حق الجمعية العمومية التي انتخبته وليس لأحد غيرها حق المطالبة بالإقالة ولكن من حقه توجيه النقد فيما يراه خاطئاً وأن يطرح ما يراه صائباً إذا كان من أصحاب الاختصاص الكروي!لا يختلف اثنان – ممن يعايشون الوضع الكروي البحريني – على وجود قصور إداري في البيت الكروي وهذا القصور يسأل عنه بالدرجة الأولى أعضاء الجمعية العمومية الذين انتخبوا أو أجبروا على انتخاب هذا المجلس ولم يكلفوا أنفسهم متابعة ما يدور في دهاليز هذا الاتحاد الذي يدير اللعبة الشعبية الأولى في المملكة!نحتاج إلى النهج المؤسساتي القائم على توزيع المهام والأدوار على الأعضاء الإداريين ومتابعة أدائهم وتقييم هذا الأداء وفق معايير علمية دقيقة مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية محاسبة المقصرين منهم وأن لا تأخذنا فيهم عاطفة العمل التطوعي ما داموا قد انخرطوا في هذا المجال بمحض إرادتهم وتحولوا إلى شخصيات عامة معرضة للنقد والمساءلة والمحاسبة!أما أصحاب الوجوه المتلونة الذين يحاولون اللعب على الحبلين لأغراض في نفوسهم ساعين إلى التقرب إلى هذا المسؤول أو ذاك فإن أمرهم بات مكشوفاً للملأ ولم يعد اختفاؤهم وراء الأسماء المستعارة يجدي نفعاً قي ظل الوعي الذي يتمتع به أغلب من يتابع الوضع الرياضي المحلي.لم تعد مسألة تخفيض الموازنات مبرراً كافياً لتراجع المستوى الكروي على اعتبار أنها لامست جميع الاتحادات وليس اتحاد الكرة لوحده، أضف إلى ذلك أن نسبة التخفيض ليست كبيرة – رغم محاولة تهويلها – وهنا يبرز دور مجلس الإدارة في تفعيل الجانب التسويقي. كم كنت أتمنى لو أن من ذهب لتبريرات خفض الميزانية، تسائل عن مصير حصة الاتحاد من عائدات دورة كأس الخليج الحادية والعشرين التي لاتزال غامضة والتي لو أودعت في خزينته لخففت الكثير من معاناته المالية!نحن إذا أمام مرحلة هامة نحتاج فيها إلى التعامل بصدق وشفافية مجردة من الأهواء الشخصية التي باتت سمة خطيرة تهدد مستقبل الرياضة المحلية وتحولها من ميدان للتنافس الشريف المشروع إلى ساحة للصراعات الشخصية والتسابق على الكراسي حتى وإن كان بطرق ملتوية ولا نستبعد أن يتفاقم هذا السباق في قادم الأيام مع ملامح عودة دورة كأس الخليج إلى البحرين وما يصاحب هذه الدورة من عائدات مالية يسيل لها لعاب ضعفاء النفوس!