لا «يفبرك» الحقائق، ويكرر فعلته هذه، إلا من في قلبه مرض، ومن يحاول بشتى الطرق أن يحقق أهدافاً خاصة به، تركز على تشويه «الحقيقة» ومحاولة إيهام الناس بأمور من نسج خياله. والذنب الأعظم حينما تكون عملية «الفبركة» هذه تستهدف الوطن وقيادته، وتحاول تشويه صورتهم إعلامياً، بل تحاول بشتى الطرق «ضرب» و»تقزيم» المشروع الإصلاحي البحريني. وهنا التغاضي عن تكرار هذه الأفعال ليس سوى «إباحة» لها، إذ ما أكبر من محاولة تشويه صورة البحرين ومن جهة في داخلها تدعي «كذباً» المهنية والمصداقية وأخلاقيات المهنة؟!لقاء جمع وزير الخارجية البحريني ونظيره الأمريكي جون كيري، قامت وسيلة إعلامية اعتدنا على «فبركتها» بالأخص الفبركة الشهيرة أيام «انقلاب الدوار» بممارسة هوايتها في «التزوير» حيث تركت نص الحوار بأكمله وأبرزت عنواناً من جملة «مقتطعة» حورت فيه كلام جون كيري، وحولته وكأنه كلام مساند للمعارضة الانقلابية من الوفاق وأتباعها، بل حاولت فيه تعزيز الكذبة التي تنشر في الخارج بأن البحرين فيها أزمة سياسية، والحقيقة بأن البحرين فيها أزمة طائفية سببها جمعيات طائفية وجماعات موالية للخارج وإعلام أصفر عنصري مؤدلج له أجندته. الزميلة صحيفة «الأيام» فعلت خيراً يوم أمس حينما نشرت على صفحاتها «النص الحرفي» لكلام وزير الخارجية الأمريكي، لتبين فيه عملية «الفبركة» و»الكذب» و»تحوير» المضمون، لتدحض بالتالي ما تم إبرازه في الإعلام الأصفر وكأن أمريكا تدعو البحرين وقيادتها لعملية «مصالحة» مع الانقلابيين أو إعادة للتحاور مع «الإرهابيين».ومع إبراز كلمة قيلت ووضعها في سياق له «هدف وغرض سياسي»، تم تعمد إخفاء إشارة كيري لمقاطعة الانتخابات وأن الطائفية كانت سبباً لها، في إشارة واضحة للوفاق، هذا لو أرادوا تحليل المضمون كما فعلوا بشأن كلمة «مصالحة». لم يكذبون؟! ولماذا يفبركون؟! ولماذا لا ينقلون الحقائق كما هي؟! بل لماذا لا يضعون التصريحات كاملة؟! ولماذا التعمد في إبراز بعض العناوين بصيغة معينة؟!كلها أسئلة يطرحها الناس وبالأخص المخلصون للبحرين الذين يمقتون هذا الإعلام الأصفر وطرحه الطائفي وحراكه الواضح الفاضح، الذي يوالي فيه أعداء البحرين ومحاولي التدخل في شؤونها على رأسهم إيران التي لا تجدون بشأنها حرف إدانة واضحاً لديهم، حتى لو هربت إيران قنبلة نووية داخل البحرين لن تجدوا حرف استنكار. نحن لا نتساءل لماذا يفعلون ذلك، لأننا نعرف الهدف منه. التضليل والخداع والفبركة هي سمات لهؤلاء الذين صرخ كبيرهم من على منصة الدوار هاتفاً منتشياً حينما أحس بأن الدولة ستسقط فريسة لانقلاب، وحينما أدرك حجم الهزيمة سارع بـ»لي لسانه» وتغيير «بيانه»، فمن مقولة «أنا ابن البلد أنا الباقي وأنتم الخارجون» أصبح القول اليوم وفق مضامين «نبذ الكرهية، والتعايش، واللحمة الوطنية.. الخ». هدفهم من ذلك زيادة «التخدير» لشارعهم، وإيهامهم بأن سيناريو «الدوار» يمكن أن يعود، وأن أمريكا والغرب ليسوا مع البحرين الشرعية بقيادتها وأهلها المخلصين، بل هم مع الانقلابيين ويدعمونهم. ممارسات الكذب والدجل التي تستهدف الدولة بشكل صارخ وبهذا الشكل تحتاج لوقفة من الجهات الرسمية المعنية، سكوتكم يعني قبولكم بمحاولات تشويه صورة البحرين، وبمساعي تضليل الناس وتحشيدهم ضد الدولة. سكوتكم إن كنتم تعرفون مشكلة، وسكوتكم إن كنتم لا تعرفون ولا تقرؤون ولا تحللون ولا تستنبطون الهدف مما ينشر مشكلة أكبر. إيجابي أن تم نشر «النص الحرفي» لكلام جون كيري، ليكون دليلاً ثابتاً على من حاول «فبركته» مثلما يفعل العادة مع أغلب التصاريح الغربية التي تصدر وتتناول البحرين ضمن طياتها، إذ ابحثوا قبل تصريح كيري، كم تصريحاً تمت «فبركته» و»تحويره»، وحتماً ستجدون الكثير، فمن فبرك صورة لشخص من المغرب العربي وكتب تحتها بأنه بحريني تعرض للتعذيب، أيعجز عن فبركة تصريح؟!