محاولة تسويق مجموعة الانقلاب على الدستور سواء كانت محلية أو أجنبية فهي أشبه بمحاولة تسويق جثة ميتة لاستخدامها كعارضة أزياء!!المشروع السياسي الذي تتبناه «مجموعة الانقلاب على الدستور» يعتمد بشكل رئيس على عملية الابتزاز الخارجي من خلال التقارير والتصريحات وبشكل رئيس، من خلال الضغط الخارجي المشترك بين دوائر أمريكية وبريطانية.هذا الابتزاز الممنهج تستغله وتوظفه المجموعة للضغط على مملكة البحرين من أجل فرض مشروعها، وكلما طرد المشروع من الباب أعادوا محاولة إدخاله من الشباك. ولا تعتمد فيه المجموعة على زخم محلي، فقد ضاع هذا الزخم وانتهى، ولم تنجح المجموعة الانقلابية لحشد جماهيرها حين أرادات عقد جمعيتها العمومية فلم تفلح إلا بجمع 3000 نفر من جماهيرها في جمعيتها العمومية المؤخرة، ولم يبقَ لها غير هذا الفتيل الضعيف تنفخ فيه من خلال صحيفتها وتسوق ظل الشمعة بعد تكبيره على أنه نار مشتعلة!!المجموعة تحاول بجهد أن تبقي على هذا الفتيل من خلال بناء المزيد من الحواجز بين المجتمع والدولة حتى يتسنى لها تحقيق مشروعها حين تحين الفرصة مرة أخرى.صحيفة المجموعة هي الوحيدة التي تحاول بناء الحواجز وهدم الجسور وتتبنى الطرح الذي تسوقه عند السفارات وعند المنظمات الدولية، أن هناك أزمة سياسية مفادها الدستور، وأن هناك انقساماً طائفياً وعزلة للشيعة، وهناك دولة معطلة!!هذه الصورة ينقلونها هم حيثما حلوا عند مواقع صنع القرار هنا، أو عند جهات أجنبية، وهي صورة لن نقول يكذبها الواقع بل سنقول إن الواقع هو من يرد عليها، فليس هناك من يرى أن عدم تفعيل الإرادة الشعبية بسبب نقص الأدوات الدستورية إلا هم، بل الأدوات موجودة ولكن استخدامها غير مفعل، وهناك فرق، وعدم تفعيل الأدوات له أسباب عديدة بالإمكان النقاش حولها، وتعديل الدستور لن يفعل الأدوات فها هي التعديلات أتت بمزيد من الصلاحيات ومع ذلك لم تفعل هذه الصلاحيات بشكل يتناسب وسلطاتها واختصاصاتها.كما أنه ليس من يرى أن هناك «انقساماً طائفياً» بين شرائح المجتمع إلا هم، فالمؤسسات كلها الرسمية والمدنية مشتركة وبها ممثلون من كافة الطوائف، إن جئت للنواب أو الشورى أو النقابات أو الاتحادات أو الجمعيات المهنية فكلها تعمل وكلها حافلة بأبناء البحرين من كلتا الطائفتين ومعهم بقية الطوائف والملل والأديان والمسيرة الإصلاحية مستمرة، إنما لكون تلك المجموعة معزولة اجتماعياً وغير مقبولة نتيجة فعلتها القبيحة التي ارتكبتها في حق وطنها، فترى في عدم توجيه أي دعوات لهم أو عدم تقبلهم أن هناك «أزمة» و«انقساماً» !!عدم وجودهم في موقع ما، لا يعني أن هناك «انقساماً طائفياً»، بل بالعكس إن الاندماج بين السنة والشيعة وبقية الطوائف أسهل بكثير بعيداً عن هذه المجموعة، إذ كلما وضعت هذه المجموعة يدها في «تجمع» ما نال هذا التجمع النفور الاجتماعي.المشكلة ليست في تلك المجموعة، المشكلة في من يقتنع بطرح هذه المجموعة ويصدق مقاييسهم ومعاييرهم في رؤيتهم لواقعهم هم المأزوم ويحاول أن يفرضهم على بقية المجتمع اعتقاداً منه أن وجود هذه المجموعة في المؤسسات والفعاليات فإن الاندماج السني الشيعي سيكون بألف خير!!يا جماعة الرهان يجب أن يتوقف على جثث ميتة، الرهان يجب أن يوضع في الجيل الجديد، في رؤية الدمج بعيداً عن هذه المجموعة ذات المشروع السياسي والأجندة السياسية الخاصة لا العامة، لو كان لديهم ما ينفع البحرين لكنا رأيناه، لكنهم لم يجلبوا سوى الدمار للبحرين ولأنفسهم بسبب الارتهان للخارج طوال الخمس عشرة سنة التي منحوا فيها الفرصة للعمل داخل البحرين وبكل حرية بل بأكثر من غيرهم.. وفشلوا!!ضعوا رهانكم وجهدكم على الشباب من الشيعة والسنة الجدد اعملوا على تهيئة الفرص لهم للحوار والاندماج معاً أكثر، لتكن هناك رؤية للمستقبل تطوي هذه الصفحة وتفتح آفاقاً بعيدة وبعيداً عن تلك الوجوه التي ارتبطت بالعنف والطائفية.جيلنا أعطى ما استطاع أخطأ وأصاب نجح وفشل، انسونا... توقفوا عن إعادة اختراع العجلة والتفكير المكرر الممجوج، المستقبل والرهان على الشباب الجدد، لا تحاولوا تسويق القديم رغماً عن أنف المجتمع ولا تخضعوا للضغوط والابتزاز الخارجي، فتلك محاولات تسيء للمجموعة أكثر مما هم سيئون، وتسيء لرعاتها محلياً وخارجياً.