تناول البرنامج الإذاعي «دربك خضر» للإعلامية هدى درويش، والإعلامي علي القطان، والمخرج أحمد الشريان، مقالي الأسبوع الماضي الذي حمل عنوان «المودة والرحمة بيد صاحب العصمة»، تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وقد وردت للحلقة العديد من المداخلات عبر الهاتف والرسائل «المسجات» كالعادة، وكان أكثر المتصلين من النساء اللاتي عبرن عن معاناتهن والتعنيف الذي واجههن من أزوجهن، سواء الجسدي واللفظي والنفسي، كما أخذت هذه الحلقة منحى آخر جراء هذا العنف وتم تناول موضوع الطلاق، فبعض النساء وجدن بأن الطلاق كان هو الحل الأول والأخير للتعنيف غير المبرر في الحياة الزوجية، بينما وجدت الأخريات أن الطلاق ما هو إلا متاهة وسد شاهق في مواجهة الحياة. يقول المولى عز وجل «لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً»، آيه كريمة وجميلة تبشر بالقدر الطيب والفأل الحسن، فكل مصيبة يمر بها الإنسان لعل فيها الخير الكثير، صحيح بأن وراء كل مصيبة مثل الطلاق والفقد والخسارة والمرض، حزناً عميقاً وألماً شديداً، ولكن دائماً ما يكون وراء المحنة منحة وعطية ربانية يجبر بها الله عز وجل قلب المصاب، ويهون عليه بعطية أفضل وأروع من السابق، بالفعل لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً، ولعل الأيام بعد المصيبة تحمل بين ثناياها فرحاً ورضا لكل ما قسمه الله لعباده.معظم المكالمات في برنامج «دربك خضر» كانت تدعو للتفاؤل ومعظم المتصلات كن يصفن حالهن بعد الطلاق بأنهن أفضل حالاً من السابق، وهذا بالفعل شيء جميل ويبشر بالخير، إن وجدت بعض المطلقات الخلاص من التعنيف، فالحياة لا تنتهي عند شخص واحد، والرزق بيد الرزاق وليس بيد العبد، والعمر يمضي إلى أجله وينتهي بانتهاء ذلك، والقدر مكتوب شئنا أو لم نشأ، والخير هو فيما اختاره الله لنا فهو أعلم منا، والإنسان بيده وحده أن يحول محنته إلى قوة تدفعه إلى الأمام وليس إلى الوراء، فالإنسان يملك أن يكون سعيداً ومتفائلاً محباً للحياة والعمل، وبيده أيضاً أن يشقي نفسه عندما يدور في دائرة مغلقة يلوم بذلك حاله ويندب حظه العاثر، والطلاق ليس نهاية الحياة بل أحياناً هو بداية لحياة أكثر تفاؤلاً وحيوية وانطلاقة، خصوصاً عندما تكون المتعة في الحياة بما يرضي الله عز وجل، وأن يكون الاستثمار الحقيقي في تربية الأبناء تربية صالحة. عموماً، الطلاق ليس بالحل الأسهل والأسرع للحد من المشكلات الزوجية، كما أنه ليس بنهاية المطاف ونهاية العمر، فالطلاق تجربة يستفيد منها المرء كأي تجربة يخوضها الإنسان في حياته، ولكن من المهم أن يستفيد المرء من هذه التجربة وألا يعرض نفسه لنفس الأخطاء، ومن المهم أن يستفيد من تجربته، فالطلاق انطلاقة، وليس قيداً للألم والأحزان. * تحية من القلب تحية من القلب إلى كل امرأة حققت أحلامها ووصلت إلى ما تطمح إليه، تحية إلى كل امرأة تعلمت وعملت واستفادت من تجاربها وتجارب الآخرين، تحية لكل امرأة تحدت ظروفها وأصبحت فرداً فاعلاً ومحركاً في المجتمع، تحية لكل امرأة صبرت على زوجها وربت أولادها، تحية لكل مطلقة وأرملة تكافح أن تكون أفضل من السابق، تحية لكل امرأة لم يكتب الله لها أن تتزوج أو تنجب فوهبت نفسها لخدمة وطنها، تحية لأمهاتنا اللاتي صبرن كثيراً على أزواجهن وعلمن أولادهن التعامل مع الحياة القاسية، تحية لكل امرأة سعيدة أو متألمة، تحية لكل امرأة لم أذكرها في مقالي، تحية من القلب إلى كل امرأة على وجه الأرض في يوم المرأة البحرينية.