تقول الأخبار التي طرقت مسامعنا قبل قمة المناخ في باريس، إن مدينة أديليد جنوب أستراليا، نظمت تظاهرة ضمت نحو 5000 شخص، وركزت على تأثير تغير المناخ على الصحة والأمن الغذائي والتنمية. وقالت تلكم الأخبار إن جودي آدامز، الناشطة في مؤسسة «أوكسفام» الخيرية صرحت أن «أولئك الذين لم يتسببوا في المشكلة إلا بدرجة ضئيلة هم أول من يشعرون بالتأثير الأكبر والأشد خطورة، كما هو الحال مع إخواننا وأخواتنا في المحيط الهادئ».كما تجمع الآلاف في مسيرة وسط العاصمة البريطانية لندن، وألقى زعيم المعارضة جيرمي كوربين كلمة أمام الحشد.وفي باريس شكل المئات من المواطنين سلسة بشرية بتشابك الأذرع على امتداد طريق بطول ثلاثة كيلومترات في المدينة التي شهدت هجمات أسفرت عن مقتل 130 شخصاً في 13 نوفمبر الماضي. وترك المتظاهرون فجوة في السلسلة البشرية أمام مسرح «باتاكلون» الذي شهد مقتل 89 شخصاً. كما صفت مئات الأحذية في ميدان الجمهورية في باريس للتذكرة بأن الكثيرين لم يتمكنوا من المشاركة في التظاهرات والمسيرات.تؤكد التقارير أنه ومع ارتفاع منسوب مياه البحر بسبب تغير المناخ، ظهرت مخاوف من احتمال غرق الكثير من البلدان الواقعة في المحيط الهادئ على مستويات منخفضة، وتشير التقارير إلى أن أهمية قمة باريس تكمن في التغيرات المناخية الحادة التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة، حيث يعتبر القرن الواحد والعشرين الفترة الأكبر التي تشهد ارتفاعات حادة للحرارة على كوكب الأرض بمتوسط درجتين مئويتين، وكان عام 2014 هو الأكثر سخونة حتى الآن، منذ عام 1850، لذا يعقد الجميع الآمال على هذه القمة لحماية الأرض من مخاطر التغير المناخي.بطبيعة الحال، سيظل العالم الصناعي المتقدم هو المتهم الأكبر في جريمة تغير المناخ فوق الكرة الأرضية، ومن هنا يجب على تلكم الدول أن تدفع فواتير إصلاح ما يمكن إصلاحه من كوارث التغيير المناخي بشكل عام، حيث إن هناك معلومات تؤكد أن الدول الصناعية الكبرى ستقوم بتوفير قرابة 100 مليار دولار لهذا الأمر، لكن «ستظل هذه المعلومات محل تشكيك حتى الآن من قبل الدول النامية التي رأت أن القمم السابقة لم تستطع توفير التعهدات السابقة لمساعدتها في مواجهة تلك الآثار البيئية بطرق حديثة، وعلى هذا من المفترض أن يعاد تقييم جميع الخطوات التي نفذت عالمياً في هذا الصدد، وكذلك الإجراءات التي لم تنفذ بخصوص التغير المناخي، مع تجديد أو تعديل الالتزامات العالمية السابقة» كما أكد بعضهم هذه المعلومات المهمة.إن الأرض اليوم أمام تحدٍ حقيقي فيما يخص بقاؤها من عدمها، فالأرض حسب ما عبر عنه بعض علماء البيئة من أنها بدأت «تحتضر»، ولهذا يجب حشد كل الإمكانيات الدولية وبشكل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالإنسان لا يملك أكثر من أرض ليكون مخيراً بين إحداها، فإما أن يوقف الإنسان تخريبه للمناخ ومن ثم الأرض ليعيش عليها هو وبقية الأجيال القادمة، أو أن يواصل في تدمير ما تبقى من جمالياتها لتنتهي حلقة الوجود.ما يؤسف له في نهاية المطاف، أن رؤساء دول العالم في قمة المناخ بباريس وحتى قبل انعقادها، أصبحوا مشغولين بتفجيرات باريس والصراعات السياسية القائمة، في حين نسوا الأمر الحقيقي الذي جمعهم في «قمة المناخ» لمناقشة مشكلة أزمة المناخ، لتستمر عبثية واستهتار الدول الصناعية التي ساهمت بشكل كبير في جريمة أضرت بالأرض وبكل البشر، ليدفع بعد ذلك الكثير من فقراء العالم ضريبة جشعها وطمعها في أكل المستقبل وثروات الأجيال القادمة.