تقلدت المرأة المسلمة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدوار التي كانت من خلالها الأم القائدة المتميزة في تربية الأبناء، والصحابية المجاهدة في الغزوات، فتحملت الإيذاء والابتلاء صبراً من أجل إسلامها وإيمانها.. ولعل الدور الكبير الذي قامت به السيدة خديجة رضي الله عنها، هو ما يعطي المرأة الدافعية الكبيرة لتكون الأمان النفسي للزوج والأسرة والإصلاح المجتمعي، وهو ما قامت به بالفعل في وقوفها الدائم مع دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.إن المرأة اليوم في مسيس الحاجة للبروز المجتمعي والتدريب على المهارات المعينة لها حتى تتبوأ المكانة اللائقة بها بما يؤهلها لخوض غمار الحياة والمشاركة في عملية التنمية والازدهار.ولعل المتتبع لمسيرة المرأة البحرينية على كافة الصعد، يدرك الأولوية الكبيرة التي أولتها البحرين بالاهتمام بالمرأة، حيث استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات على المستويين المحلي والخارجي، وهذا ما أكدته الرؤية الاقتصادية 2030 التي ركزت على تنمية وتطوير قدرات المرأة البحرينية حتى تبرز كفاءتها في سوق العمل، وتستطيع الدولة الاستفادة منها في مختلف مجالات الحياة وفق خطتها المنهجية في تمكين المرأة البحرينية.ولقد أكد عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه على الدور المنوط بالمرأة، حيث قال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: «بهذه المناسبة نوجه مختلف الجهات الحكومية والمدنية المؤازرة لدعم تنفيذ هذه الاستراتيجية الوطنية الأولى من نوعها في ?تاريخ البلاد، ?لتحقيق هدفنا البعيد الذي ?صممنا أن ?يكون قريباً، ?بحول الله، ?وهو أن تأخذ المرأة البحرينية دورها كاملاً ?مع الرجل كشريك مؤهل وجدير ببناء الأسرة والمجتمع والدولة، ?وصولاً ?إلى إشراكها في ?مراتب اتخاذ القرار في ?بناء مملكة البحرين الحديثة.. ?وهو دور أثبتت المرأة البحرينية أنها أهل له منذ فجر النهضة وانطلاق المسيرة».?وقد أثمرت هذه التوجيهات، بتأسيس المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحب السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد حفظه الله ورعاه لتدعم الرؤى الملكية، ومن أهم مقولاتها: «إن المرأة يجب أن تعتمد على ثقافتها وفوزها في خدمة مجتمعها ووطنها». أثناء المسير الحياتي التطوعي والوظيفي آمنت أشد الإيمان أن عنصر النجاح في المشروعات ينبع من وجود عناصر قيادية من النساء، بشرط أن يتوفر فيهن عنصر الإخلاص والعزيمة والإيمان بالقيم والمثل العليا، دون أن يلتفتن إلى تلميع المناصب بلا عمل واضح متقن..نحتفل اليوم بيوم المرأة البحرينية تكريماً وتقديراً وعرفاناً لها وقد بذلت وعانت وأسست بدءاً من الكيان الأسري وانتهاء بمسيرتها الناجحة في دروب الحياة.. فهي تنجح بإدارتها الرائدة للمشروعات الخيرية والتطوعية لخدمة وطنها..نبارك للمرأة البحرينية يومها.. ونبارك للبحرين ولكل أسرة.. فازت بأمومة ينبع منها الحب المتمكن الذي يدير مشاعر الحياة.. فأسست أبناء بررة تبوأوا أعلى المناصب في البلد.