بعد ست جولات انقضت على فترات متقطعة من عمر الدوري العام لفرق الدرجة الأولى لكرة القدم -المسابقة الأم- لم نتذوق خلالها طعم كرة القدم لا من حيث الإثارة والحماس ولا من حيث الأداء الفني ولا حتى من حيث الحضور الجماهيري!ست جولات بلا طعم ولا رائحة ومع ذلك نجد إقالات وإعفاءات مبكرة لمدربين بقرارات تغلب عليها العاطفة بدليل أن الأمور لم تتغير بل إنها وصلت إلى الأسوأ في بعض الحالات!نحن لا نطالب الفرق بمستويات فنية خارقة كتلك التي نشاهدها في المسابقات الأوروبية لأننا ندرك تماماً الفوارق الكبيرة بيننا وبين تلك المسابقات المتقدمة جداً، لكننا نتحدث عن أهمية استمرارية المباريات وتقليص الإيقافات التي تؤثر كثيراً على مستوى المسابقة، كما نتحدث عن غياب فنون وتكتيكات كرة القدم الاعتيادية كالانتشار السليم في الملعب والتمرير المتقن والتركيز أمام المرمى وهي من أساسيات اللعبة التي تبرز المتعة للمتابع سواء كان فوق المدرجات أو أمام شاشة التلفاز وهذا ما نلمسه في بعض الدوريات العربية المتميزة كالدوري السعودي والدوري الإماراتي والدوري القطري... بينما افتقدت الجولات الست الماضية في دورينا المحلي لمثل هذه الأساسيات حتى في تلك اللقاءات التي يطلق عليها مجازاً لقاءات ديربي أو كلاسيكو أو غير ذلك من المصطلحات المستوردة والتي لا تتناسب إطلاقاً مع ما نشاهده على أرض الواقع من «عك» كروي واجتهادات فردية تصيب أحياناً وتخيب أحايين!الأمر هنا مرتبط بموهبة اللاعب وكفاءة المدرب ويبدو أننا نعاني في الجانبين وإن كان تناقص المواهب الكروية في ملاعبنا المحلية يأتي في المقام الأول وهو ما ينعكس بصورة سلبية على المنتخب الوطني.البعض لا يهتم بالأداء والمتعة الكروية بقدر اهتمامه بالنتيجة وجمع النقاط وهذا أمر واقع ومشروع إذا ما أردنا أن نختزل مخرجات المسابقة الأم في الألقاب، أما إذا أردنا أن نجعل مخرجات هذه المسابقة على نطاق أوسع من ذلك لتكون رافداً أساسياً للمنتخبات الوطنية وجاذباً للجماهير والرعاة فعلينا أن نعمل وفق منظومة تدريبية تؤمن لنا أداء كروياً ممتعاً يقود إلى تحقيق الفوز وجمع النقاط.. وحتى لا نعفي أنفسنا -كإعلام رياضي- من مسؤولية تدني المستويات الفنية فإن علينا أن نتعامل مع المسابقة بواقعية وبدون مبالغات في إطلاق الألقاب سواء على اللاعبين أو الفرق مما قد يتسبب في نتائج سلبية خصوصاً على اللاعبين الصاعدين الذين لايزالون بحاجة إلى التوجيه حتى يصلوا إلى مرحلة النضج الكروي!أمامنا اثنا عشر جولة متبقية من عمر هذه المسابقة التي انقضى ثلثها الأول بلا طعم ولا رائحة وأملنا أن تعوضنا الجولات القادمة عن كل ما افتقدناه في الجولات الماضية وأن نشاهد مستويات تليق بحجم وبتاريخ هذه المسابقة.
Opinion
دورينا الكروي بلا طعم
06 ديسمبر 2015