ما إن سمعنا بخبر «الوعكة الصحية» التي ألمت بسيدي رئيس الوزراء الموقر، إلا وبدأ الشعب البحريني بالدعاء والابتهال سائلين المولى عز وجل أن يشفيه ويعافيه، فـ»خليفة» عمود رئيس من أعمدة هذا البلد، والفريد في الموضوع أنه ليس أبناء البحرين فقط هم من كانوا قلقين ومتألمين مما ألم برئيس وزرائنا، بل إن معظم أبناء الخليج شاركونا الدعاء والابتهال، حتى إنني ازددت قناعة بأن «كل الخليج مجتمع على حب خليفة بن سلمان». أسال الله العلي القدير أن يسبغ على رئيس وزرائنا الصحة والعافية، وأن يحفظه من كل سوء ومكروه. ويحفظ قادتنا في سائر دول الخليج العربية.الجميل فينا نحن أبناء الخليج العربي أن أرادتنا أقوى من أي إرادة سياسية، فنحن أبناء الخليج متفقون فيما بيننا على أننا متحدون، حتى وإن لم يتوصل قادتنا حفظهم الله إلى قرار بشأن الاتحاد من عدمه. لست بصدد أن أعيد أول جملة تعلمتها في المدرسة بأن روابط الدم والتاريخ والدين والنسب والتاريخ المشترك هي أساس وحدتنا، ولست بصدد الحديث عن أهمية الاتحاد الآن. فالاتحاد من مفهوم الشعوب هو التآلف، هو أن أفرح لفرح أي دولة خليجية، وأشاركهم فرحهم، وبالمثل أن أحزن لحزن أي دولة خليجية وأقف معها في محنتها، وهذا هو ما نشعر به نحن أبناء الخليج. فعندما احتفلت سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة العربية بأعيادهما الوطنية شاركت جميع شعوب الخليج في هذه الاحتفالات، كنت أشعر فعلاً بأن خليجنا واحد، وعندما كنت أفتح تلفزيون أو إذاعة البحرين، وأشاهد التغطية الإعلامية المتميزة بهذه المناسبة كنت أشعر أن البحرين تتراقص مع عمان والإمارات في فرحهما. وعندما اختطفت الطفلة «الجوري» في المملكة العربية السعودية، ارتفع الدعاء من جميع أنحاء دول الخليج آملين عودتها إلى أهلها سالمة، وعندما يستشهد أي من جنودنا البواسل من أي دولة خليجية، نشعر بأن الشهيد هو شهيدنا، أوليس هذا هو معنى الاتحاد؟! إن الاتحاد هو أن أشعر بالفخر لأن قطر ستستضيف كأس العالم 2022، هو أن أفخر لأن الإمارات ستستضيف «أكسبو 2020»، هو أن أرفع رأسي عالياً لأن المملكة العربية السعودية نجحت بجدارة في إدارة موسم الحج لهذا العام رغم كل الصعاب والتحديات التي واجهتها، هو أن أعتز لأن سلطنة عمان حصلت على المركز الثالث عالمياً في مستوى جودة الطرق. وأن أتباهى بأن دولة الكويت تحتل المركز السابع عالمياً في حجم الاستثمارات الخارجية، وأن أتفاخر بأن البحرين تحتل المرتبة الأولى في مؤشر الحرية الاقتصادية على مستوى الشرق الأوسط.إن الاتحاد هو أن أشعر أن كل دولة تحتل جزءاً من قلبي، أن أشعر أن ما يحدث في أي دولة خليجية يعنيني، أن أشعر أنني لا أمثل بلدي وحسب بل أمثل خليجنا العربي بأكمله.إن الاتحاد هو أن تنصهر كل الحدود السياسية وأن أشعر أن الخليج بأكمله موطني.ولأنني على يقين تام بأن إرادة الشعوب تفوق أي أرادة كانت، فإنني أؤمن بأن إرادة أبناء الخليج تتوق إلى الاتحاد، وهو ما سنسعى كشعوب خليجية لتحقيقه في أقرب فرصة إن شاء الله. أسال الله أن تتحد دولنا مثلما اتحدت إرادتنا.