لا تتوفر لدي معلومات ولكن حدسي يدفعني إلى القول إن في الجو أخبار طيبة، ربما كان هذا ناتجاً عن الأجواء التي بدأت تمتلئ بفرحة العيد الوطني المجيد، وربما كان ناتجاً عن قراءة متفائلة للساحة المحلية والإقليمية وتطوراتها، وربما تشاركت عوامل أخرى في الدفع نحو هذا الإحساس الجميل، لكن الأكيد أن الثقة في حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، والذي نتوقع منه دائماً كل خير وتعودنا منه المكارم وكل فعل وطني جميل وباعث على الأمل وعائد نفعه على الوطن، والثقة في الحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والتي لا تدخر جهداً يدفع نحو التهدئة والاستقرار، والثقة في تحركات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ونظرته الثاقبة، هي التي توفر هذه الحالة الإيجابية خصوصاً بعد كل هذا الذي جرى وبعد فشل كل محاولات مريدي السوء للبحرين وتكسر أشرعتهم، والتي يسهل على المتابع لتطورات الأحداث في المنطقة أن يجزم بأنها لن ترتفع من جديد ولن تأخذهم إلا إلى الهزيمة التي لا تقوم لهم بعدها قائمة.أجواء البحرين هذه الأيام ملبدة بالفرحة والآمال العريضة، فرحة بالعيد الوطني المجيد، وفرحة بعيد جلوس صاحب الجلالة، وفرحة بيوم الشهيد وبإقبال الجميع على تعزيز الوحدة الوطنية وإدراك أهميتها في هذا الظرف الصعب الذي تمر به المنطقة والعالم بأسره ويشهد تغيرات عنيفة ومفاجئة لا ترحم من لا ينتبه إليها ويواجهها بالوحدة الوطنية التي هي الملاذ دائماً.وسط هذه الفرحة وهذه الأجواء من الطبيعي أن تزداد مساحة التفاؤل التي نحتاجها ونحن نعبر هذا البحر المتلاطم الأحداث والممتلئ بالمفاجآت، فمن دون التفاؤل تبدو الأمور سوداوية ويبدو المستقبل غامضاً ويختفي الأمل.خارطة الطريق التي رسمها لنا حضرة صاحب الجلالة عاهل الملك المفدى أساسها التسامح والإخاء والوحدة الوطنية، وبهذه العناوين وحدها يمكن درء الكثير من الفتن وهزيمة مريدي السوء لهذا الوطن وسد الباب في وجه مثيري الفتنة ووجه كل من يعينهم على هذا الأمر القبيح، وبهذه العناوين يمكن إعادة الأمور إلى نصابها وتجاوز المرحلة الصعبة والعودة إلى البناء والإعمار.لكن هذه العناوين الجميلة تحتاج إلى سواعد جميلة أيضاً تعمل على تحقيقها، وهنا يأتي دور أولئك الذين لم ينتبهوا في لحظة إلى ما يراد لهذا الوطن فساروا في الدرب الخطأ، وهنا يأتي أيضاً دور أولئك الذين وقفوا على الحياد وانتظروا ما ستسفر عنه الأحداث، فهؤلاء وهؤلاء مواطنون وعليهم دور ينبغي أن يقوموا به ويوفوه حقه، فكما أن لهم من الوطن حقوقاً فإن عليهم للوطن واجبات، وليس أهم من هذا الواجب الذي به يثبتون وطنيتهم ويعبرون به عن حبهم لوطنهم والتزامهم بواجباتهم تجاهه في مثل هذه المرحلة.الأجواء بشكل عام تساعد على التفاؤل وتبشر بمرحلة جديدة وجميلة رغم كل ما يصل من أخبار مؤلمة تعبر عن تطورات الأحداث قريباً من دارنا، يدفع إلى التفاؤل أيضاً أن شعب البحرين أثبت خلال هذه الأزمة التي كلفته خمس سنوات حتى الآن أنه يستحق الحياة ويستحق كل جميل من القيادة الرشيدة.حدسي يدفعني إلى القول إنه لن تنصرم أيام هذا الأسبوع إلا وقد تلقى المواطنون أخباراً طيبة على مختلف الصعد، فمناسبة العيد الوطني مناسبة خير تتجدد فيها المحبة ويلتصق المواطنون فيها أكثر بقيادتهم التي لا تدخر وسعاً في حمايتهم وفي توفير كل الظروف التي تعينهم على تحقيق تطلعاتهم وترجمة آمالهم إلى واقع.في الجو أخبار طيبة، لا معلومات لدي ولكنه حدسي الذي أرجو أن يكون صائباً.