اعتدت في كل سنة أن أُقيم ما قمت به من أعمال في السنة الماضية، وأعكف على كتابة خططي للعام الجديد، وأرحل الخطط غير المكتملة للعام القادم. لكن هذه السنة الأمور بالنسبة لي غير واضحة، وأشعر أن القادم «مجهول»!حيث إنني مثل آلاف غيري لا نعرف ما هو موقعنا، وإلى أين نتجه؟ لا نعرف هل الديرة بخير؟، أم أنها «مو بخير»؟ هل سنتأثر بشكل ما بما تمر به البلاد أم لا؟ وهل تصريحات المسؤولين صحيحة وأنه «لا مساس بمكتسبات المواطن»؟أخبرني أحدهم مؤخراً أن علاوة الهاتف التي كان يحصل عليها تم إيقافها! أعلم أن من حق مكان العمل إيقاف «العلاوات» ولكن أعتقد أن مبلغ العلاوة لن يحل المشكلة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد! وإذا كان ولابد فليتم إيقاف العلاوة عن الجميع «فالمساواة في الظلم عدل».وللأمانة فإن الوضع الحالي «هلامي» وتصريحات المسؤولين «زئبقية، ومطاطة، ومتناقضة»، ولأنني لا أريد أن ألقي الاتهامات جزافاً لاسيما أن «بعض» الجهات «حساسة» جداً. فسأتكلم بأسلوب علمي عل من يقرأ هذا المقال يعي الرسالة التي أريد إيصالها.إن من أهم الأمور الواجب الأخذ بها بعين الاعتبار هو «الرأي العام»، وبما أننا في دولة ديمقراطية فإنه من السهل التعرف على الرأي العام، لأنه «رأي عام ظاهر»، فبتصفح أعمدة الرأي، أو الاستماع إلى البرامج المباشرة كـ»صباح الخير يا بحرين»، أو بعض البرامج التي تتصف بالجرأة، أو مطالعة وسائل التواصل الاجتماعي بالإمكان التعرف على الرأي العام. لا أستغرب أبداً وأنا أشاهد جميع الأمريكيين على اختلافهم ملتفين حول «الحلم الأمريكي»، ولا أندهش مطلقاً وأنا أرى أهل الإمارات يقومون بحركة «ثلاثية الشيخ محمد بن راشد» ، فمتى ما كانت هناك أهداف واضحة للشعب، سيلتحم الشعب بلاشك حول تلك الأهداف. وهنا سأتوقف عند الأزمة الاقتصادية التي مرت فيها كوريا الجنوبية 1997، حيث قامت الحكومة الكورية بعدد من الإجراءات للحفاظ على الاستقرار المالي وأجرت إصلاحاً جذرياً في النظام المالي وقضت على الفساد. والمثير في الموضوع هو تعاون الشعب الكوري معها طوعاً حيث تبرع الكوريون بالمجوهرات بما فيها الذهب مما أدى إلى زيادة احتياطات الذهب في البلاد، وبعد سنة بدأت قيمة العملة الكورية تزداد تدريجياً وبدأ الاقتصاد الكوري يتعافى مرة أخرى. وهنا يدور في بالي سؤال، هل سيتبرع الشعب البحريني بمجوهراته وذهبه وثرواته إذا ما اقتضى الأمر؟ لا أقصد أن أشكك أبداً في ولاء البحرينيين لبلادهم، فهم الذين يقفون صفاً واحداً في أي أزمة تمر بها البلد، وأؤكد أن جميع البحرينيين مستعدون للتضحية بأرواحهم للدفاع عن البلد، ولكن ماذا تعتقدون أن تكون ردة فعل البحرينيين حينما نقول لهم «إن الدولة تمر بأزمة اقتصادية، ومطلوب منكم مساعدتها من أجل تخطي هذه العقبة»، وأعتقد أن المهتم بمعرفة الإجابة يمكن أن يتابع وسائل التواصل وتعليقات المواطنين، فكما ذكرت سابقاً بأننا في بلد ديمقراطي ومن السهل التعرف على الرأي العام، كل ما نحتاجه فقط هو فريق رصد واعي يحلل كل ما يكتبه كتاب الأعمدة، وأن يستعين بقادة الرأي الإلكتروني للتعرف على ردود أفعال الشعب ورصدها. كل ما نحتاجه هو جرعة مصارحة، لا نريد أن نتحدث عن المشكلات بل نريد أن نتحدث عن حلول، فجل ما نريده هو أن يكون الشعب شريكاً حقيقياً في كل ما يحدث في «الديرة»، ولا أنكر أبداً دور مجلس النواب هنا، وأتفهم سبب وجوده، ولكن الخلل يقع في أن بعض ممثلي الشعب منفصلون تماماً عن الشعب، ويغردون خارج السرب. كل ما نريده هو أن نعرف أين نحن اليوم، وإلى أين سنتجه غداً. وما هي خطتنا؟ أولسنا فريقاً واحداً؟ أوليس من واجب قائد الفريق أن يخبر فريقه بخطة اللعب من أجل تحقيق الفوز؟.. وكل عام والديرة بخير.