منذ تولي حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم، ومملكة البحرين أصبحت في تقدم وازدهار وعمران، ويشهد بذلك الجميع، بل يعتز الشعب البحريني بالإنجازات التي تحققت في عهده الزاهر، في شتى المجالات، ولا سيما فيما يخص الجانب السياسي والتنموي، فبفضل من الله عز وجل، ثم بحكمة جلالة الملك المفدى، ورحابة صدره، وبعد نظره في تناول القضايا، والتفاف شعبه حوله، استطاع أن يقود مملكة البحرين للأمام بالرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهت المملكة، فقد كانت هذه العقبات بمثابة لبنات راسخة للوصول إلى الديمقراطية الحقيقية، أسوة بالدول المتقدمة لتحقيق الازدهار والنهضة الحديثة في كافة المجالات، خصوصاً الإنسانية، والتي تتمثل في حقوق الإنسان والحريات وتسامح الأديان، بل تعززت بعدها مكانه مملكة البحرين بخطى ثابتة نحو النهضة الحديثة بعزم وإصرار الشعب الأبي. الأعياد الوطنية المجيدة هي وقفة جادة لمسيرة طويلة في بناء هذا الوطن، ولحظة تأمل لشعب عمر هذا البلد بكل إخلاص، وذكرى لملحمة الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد، وهي أيضاً إحدى ثمار الصبر من مكائد الأعداء، ولله الحمد فقد بدأت الأقنعة تتساقط واحداً تلو الآخر، ويدرك العالم بأن من يتستر بالخارج باسم «لاجئ سياسي» ما هو إلا إرهابي يرتدي ثياب المظلومية والنفاق، ويستحق ما يأتيه بمن يحتمي بهم. العيد الوطني هذا العام مختلف، فبجانب ذكرى الاستقلال وعيد جلوس جلالة الملك المفدى، وتوليه مقاليد الحكم، يقف الشعب البحريني بقيادته وقفة إجلال وكرامة في يوم الشهيد، بعد أن قرن جلالته ذكرى جلوسه بيوم الشهيد، أو عيد الشهيد، تخليداً لأرواح الشهداء، جنود البحرين البواسل دفاعاً عن العزة والكرامة للأمتين العربية والإسلامية، ودفاعاً عن الحق والشرعية، فذكرى الاستقلال، وذكرى تولي جلالة الملك المفدى مقاليد الحكم، وذكرى الشهادة على أرض اليمن الشقيق، جميعها تاريخ هذا الوطن وتاريخ بنائه من أجل حياة أفضل مطرزة بالكرامة والعزة. حب الوطن هو حب مقدس أبدي، وهو ركن قوي ودعامة حقيقية وسلاح فذ في وجه كل معتدٍ وحاسد، هذا الحب ورثناه أباً عن جد من أجل إعمار هذا الوطن، وهو مكنون داخلي من الصعب أن نصوره بكلمات حتى وإن خط هذا الحب بمعلقات طويلة، وشتان بين من يترجم حب الوطن في إعماره بكل طاقته، وبين من يهدم بنيان الوحدة بإرهابه.* كلمة من القلب تعودنا في العيد الوطني ومع بداية شهر ديسمبر، بزينة العيد الوطني في شوارع البحرين وخصوصاً في منطقة الرفاع، من أعلام ومصابيح وصور القيادة التي تغطي ملامح الشارع تماماً، فهذه الزينة أشبه «بالكشته»، يتنقل المواطن والمقيم في جميع أرجاء البلاد من أجل هذه الزينة، وأحياناً تجعلنا هذه الزينة في حالة نشوى في حب الوطن، حتى طاقاتنا تكون إيجابية مفعمة بالسعادة، ولكن للأسف لم نشاهد هذه الزينة هذا العام، وهذا بصراحة محبط جداً بالنسبة لما تعودنا عليه، فهذه الزينة تعبير آخر للفرح والسرور والبهجة كما مصابيح الأعراس التي تتلألأ في عتمة الليل، يؤسفنا أن يكون التقشف في الزينة فقط، ويغض الطرف عن الجوانب التي تحتاج بالفعل إلى جدية وحزم أكثر في مسألة تحديد الميزانية، وبالرغم من ذلك، فالإحساس بالوطنية والانتماء ليس مقروناً بالزينة، فحب الوطن هو من يزينها، وليست الزينة، ولكن هذا ما تعودنا وألفينا عليه في ديسمبر.. وعيدي يا بلادي.