الرأي

تطويق الاستقالة الجماعية

خرازيات




كان يخامر رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي الحالة أن يقدموا استقالة جماعية لوزارة شؤون الشباب والرياضة ويتركون المفاتيح لها كون ما يفكرون فيه لن يتحقق وبالتالي يظل النادي يعيش في الكثير من الأزمات التي تؤثر بالسلب على الإنتاج الرياضي والعطاء الشبابي وتفقد الأوساط الرياضية المحلية اللون البرتقالي العريق الذي كان متواجداً منذ بداية تأسيس الأندية فيما قبل الخمسينيات من القرن الماضي.
ولأن رئيس النادي وأعضاء الإدارة يتسمون بالميزة التي يفتقدها الكثيرون وهي الصبر وامتصاص النقد الموجه إليهم من قبل الأعضاء في الجمعية العمومية بأنكم لا تعملون ولا تهتمون بنادي الحالة ولا تاريخه وانتخابنا لكم كان كارثة نجح هذا المجلس في استيعاب كل الألسنة الحادة الموجهة إليه وأثبت أنه على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.
وللحقيقة نقول إن وزير شؤون الشباب والرياضة هشام بن محمد الجودر كان أول من شعر بمعاناة نادي الحالة ورغبته في استثمار قدراته الذاتية وتطوير مخارجه الرياضية والشبابية وعلى هذا الأساس أصدر تعليماته لكبار الموظفين أن يقضوا على كل مشاكل النادي وكان هو المتابع الأول وقد نالت تعليماته وتنفيذها بالحرف الواحد بشائر التفاؤل في نفوس كل أعضاء النادي ومجلس إدارته وتحول الأمل إلى واقع بأن النادي سوف ينطلق إلى مجالات أكثر من الناحيتين الاستثمارية والرياضية وكل مجال يكمل الآخر.
في آخر اجتماع حضره رئيس نادي الحالة جاسم رشدان وأمين سر النادي أحمد بوحمود وعضو النادي جعفر حبيب الخراز ومدير النادي التنفيذي رجب لطفي مع المسؤولين في الوزارة محمد أبو علي مدير شؤون الأندية وفراس الحلواجي رئيس قسم الأندية وصالح عثمان رئيس قسم الصيانة كان العرق يتصبب من الجميع لأن أي تأخر في إنجاز متطلبات النادي سوف يؤدي إلى الاستقالات الجماعية، وكنت أعتقد أن الاستقالات جاهزة وفي جيب رئيس النادي الذي بدا منتفخاً وكان على استعداد أن يحسم الأمر وبدلاً من أن يتم تطويق المشكلة الاستثمارية تتفجر أمام الوزارة عقبة كبيرة من نادٍ عريق.
إننا اليوم أمام خطوة رائدة من قبل رئيس وزارة شؤون الشباب والرياضة تستحق لفت أنظار المتابعين إذ لولا الإخلاص في العمل والتفاني من أجل تقديم المصالح الضيقة على المصالح العامة ما نجح مجلس إدارة نادي الحالة في شرح موقفه الرامي إلى خدمة أبناء هذا الوطن ليكونوا كالجنود البواسل في معارك المستقبل الرياضية ويتجاوزون فكرة أن العمل التطوعي صار من ذاكرة النسيان لكن نادي الحالة أثبت قدراته الخارقة ووصل إلى مرحلة سيكون فيها من الرواد.
أنا اليوم أكتب مقالي من بلادي الثانية مصر الحبيبة وأثق كل الثقة أن إدارة نادي الحالة قد بدأت العمل وفق التعليمات الصادرة من وزير شؤون الشباب والرياضة وله الشكر ولكل العاملين والموظفين المخلصين تحت مظلته.