هذه الأرض كانت وستظل بحرينية عربية انتماؤها وعمقها الاستراتيجي «خليجي»، رغم عن أنف كل خوان غادر، ويوم 17 ديسمبر من كل عام سيذكرنا بهذه الحقيقة ويذكر أبناءنا والأجيال التي ستأتي من بعدنا بها.17 ديسمبر من كل عام كي لا تنسى البحرين من استشهد لحمايتها وحماية عروبتها وأمنها واستقرارها، فشكراً جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على هذا التكريم لمن يستحقه، وشكراً لاستجابتك لرغبة شعبية لتخليد ذكرى من قدم روحه من أجل حياتنا، وشكراً لاختيارك هذا اليوم وقد كانت البحرين تحتفي به في جلوسك، ولكنك آثرت أن تخصصه لتلك الكوكبة الغالية التي قدمت أرواحها على أكفها صيانة وحماية للعهد ولم تخنه ولم تغدر به.17 ديسمبر مدرسة ستفتح أبوابها من كل عام لتخبر الأجيال التي ستتوالى من بعدنا جيل وراء جيل ماذا حدث في البحرين؟ وكيف مات هؤلاء؟ وما هو الثمن الذي دفعه شهداؤنا؟ ولماذا؟ وهذا هو الأهم.17 ديسمبر كي تعرف أم الشهيد وأخته وأباه وأخاه وزوجته وأبناؤه أن أهل البحرين لم ولن ينسوهم، 17 ديسمبر يوم الفخر والعزة لأهل الشهيد يطمئنهم أن هذه الأرض لا تنسى من أعطاها روحه وقدمها فداء لها.17 ديسمبر سيفقأ عين كل مستهين وكل غادر وكل خوان، 17 ديسمبر سيذكره بأن هذه الأرض لمن صانها ولمن أحبها ولمن عرف قدرها وقيمتها وستبقى كذلك وأن عليه أن يمر على جثثنا كلنا إن أرادها.17 ديسمبر سيخلد ذكرى أسماء صعدت أرواحها لبارئها فداء لكرامة البحرين وسيادتها وعزتها وعروبتها وخليجيتها، نعم نحن نتنفس كرامة عربية ولن يستطيع كائناً من كان أن يسرق كرامتنا منا فدونها الموت.تعايشنا على هذه الأرض «رجالاً ونساء وبيضاً وسمراً ومسلمين وغير مسلمين ومن كل المذاهب والأطياف»، فهذه الأرض أوت الغريب والمطارد والمشرد، وفتحت حضنها لمن اضطهد وطرد من دياره، هذه الأرض جمعت رفات أجدادنا، ورحبت بكل لاجئ لها وما بخلت على من اعتبرها وطناً له فكانت بيتاً وسقفاً له ولأبنائه، فلا يزايد أحد على لحمتنا الوطنية وعلى نسيجنا البحريني، بل إن كوكبة شهدائنا من رجال الأمن ومن رجال قوة دفاع البحرين ما ماتوا إلا للحفاظ على هذه المكتسبات، كي تبقى البحرين للجميع أماً وحضناً لكل من يحب هذه الأرض ويخدمها.شباب من خيرة أبنائنا في عمر الورد، قدموا أرواحهم ويتموا أطفالهم ورملوا نساءهم وثكلوا أمهاتهم لننعم نحن وأسرنا وأبناؤنا بهذا الوطن وخيراته وتلك الامتيازات التاريخية، ولتبقى البحرين ودول الخليج مجتمعة عربية رغماً عن أنف من أراد بيعها، أرواح صعدت لبارئها اغتالهم غادر واحد هنا في البحرين وآخر هناك في اليمن كان عدواً واحداً أراد أن يفتح الباب الخلفي لفارسي، حاول أن يهتك عزة وشرف أمته ولا يفعلها غير خسيس يقبل أن يعرض شرف أمه للانتهاك والاغتصاب، وهو ذاته الذي دبر في ليل خيانته تلك وكما فعلها هنا في البحرين هو ذاتها من هتك شرف العراق وسوريا ولبنان والسعودية، وليست البحرين من قدمت شهداء لعزتها وكرامتها، فكلنا نخوض ذات المعركة مع ذات العدو.كل الدول الخليجية والعربية قدمت خيرة شبابها وراحت هذه الكوكبة حية ترزق عند ربها دفاعاً عن شرف أمتها وعزتها، أخذتها يد غادرة واحدة شباب في عمر الزهور ماتوا كي نبقى نحن مرفوعو الرأس نرد كيد الكائدين ونقطع اليد التي حرمتنا من هذه النخبة من أبنائنا.وهذا هو يومهم الذي سيخلد ذكراهم كي لا ننسى، ويخلد معه قيمة ومعنى وقدر ما ضحت هذه الكوكبة من أجله، كي لا ننسى، هذا هو يومهم كي لا ننساهم، وكي لا تنسى الأجيال القادمة من هم شهداؤنا.