كل الصحف البريطانية بلا استثناء، حتى تلك التي كانت تنشر وجهات نظر أحادية الجانب بشأن الأمور في البحرين مما جعل الخونة والانقلابيين يظنون أن الإعلام البريطاني معهم في استهدافهم للبحرين، كل هذه الصحف ووسائل الإعلام وصفت في عناوينها «الانقلابي» عبدالرؤوف الشايب بوصف «الإرهابي»، ولم نجد وسيلة واحدة بررت له أفعاله التي اتهم بناء عليها، أو تعاطفت معه، أو وصفته بصفة أخرى كناشط أو حقوقي. بل الصحافة البريطانية نشرت تفاصيل التفاصيل فيما يتعلق بمحاكمته، ونشرت أقوال الشايب ومحاميه والشهود والقاضي بالنص، وفصلت بالضبط ما وجد بحوزته من معلومات ووثائق تدينه بتهمة الإرهاب. المضحك في المسألة، أنه لسنوات ظن هؤلاء المحتمون باللجوء البريطاني، الموالون لإيران، والمعتاشون على الفتات الذي يرميه لهم عميل نظام خامنئي في لندن سعيد الشهابي على هيئة «مصروف جيب»، ظنوا أن منح بريطانيا لهم المساحة في العيش على أرضها والحركة والتهجم على البحرين، أن هذا «صك إباحة» لهم ليفعلوا ما يريدون، وليخططوا كما يحلو لهم. هؤلاء العملاء واضح أنهم نسوا أمراً مهماً جداً، مفاده بأنهم باتوا جزءاً من المجتمع البريطاني، ما يعني أن قوانينه تشملهم، ولا يمكنهم أن يتجاوزوها بأي شكل من الأشكال، وتحت أي ذريعة كانت، ولا بادعاء أنهم لاجئون سياسيون، فبريطانيا عندما يتعلق الأمر بأمنها والحرب على الإرهاب قوانينها لا ترحم البريطاني نفسه، فما بالكم بمتحصل على الجنسية عبر اللجوء وتحركاته تثبت بأن له ارتباطات مشبوهة مع جهات تدعم جماعات إرهابية مثل إيران؟!وعليه فإن ما أقدم عليه الشايب ما هو إلا «غباء» صريح، وهي مسألة جزمنا بحصولها عاجلاً أم آجلاً، وحذرنا من تداعياته على المجتمع البريطاني، والبحرين في تعليقها الرسمي على محاكمة الشايب المطلوب في قضايا «دعارة» لدينا في الداخل وقضايا أمنية انقلابية وهو الذي اعترف أمام المحكمة بأنه مؤسس لائتلاف 14 فبراير الإرهابي، البحرين حذرت بريطانيا من خطر هؤلاء وكيف أن وجودهم على أرضها لا يعني أن خطرهم واستهدافهم على البحرين فقط، بل سيطال الأمن البريطاني، وهو ما أثبتته قضية الشايب. باختصار فإن من يأوي لصاً سرق غيره، لا يعني أنه بمأمن ألا يسرقه هو. بل على العكس هو سيستفيد مما يمكن وصفه بحماية الآخر ليتطاول ويتمادى ويصل لمرحلة تحتم على حاميه بأن يوقفه عند حده ويردعه، فاللص يبقى لصاً حتى لو غير موقعه. لكن المثير في محاكمة الشايب هي الفواصل «الكوميدية» في الجلسات والتي صدرت من خلال أقوال الشايب ومحاميه وبعض الشهود مثل الوفاقي جلال فيروز، إذ أقوالهم لا توصف إلا بـ«النكتة السمجة» التي رد عليها القاضي بشكل صارم وحاسم، ورد عليها الادعاء بقوة، وتناولتها الصحف البريطانية بسخرية واضحة من الشايب الذي ساق تبريرات مضحكة. بلهجة أقرب للبكاء يقول الشايب إنه لبس الزي العسكري وهو في زيارة للعراق على سبيل «الغشمرة» و«النكتة» ليفاجئ بها مسؤولاً هناك، فكان «كف» القاضي، أعني رد القاضي بأن الصورة شاهدها الجميع وهو يرتدي الزي وفي يده أسلحة، وهو ما يعني أن ادعاءه الدفاع عن حقوق الإنسان «تمويه» و«كذب» لتقديم نفسه بصورة لا تعكس حقيقته، وأنه بالنظر لمحتويات الشريحة التي ضبطت معه، فإن نفيه عدم علمه بما يوجد يثبت «كذبه». النكتة الأخرى تتمثل في رده على أسباب وجود كشوفات لتوزيعات مالية وكأنها كشف مصروفات، حين قال بأنه تخطيط لإنشاء قناة فضائية للمعارضة من لندن، بالتالي ما علاقتها - بحسب الادعاء - بملفات في الشريحة تحت مسميات «صواريخ»، «دمار»، «قنابل»؟! والنكتة الأكبر أنه ينفي علمه بما في الشريحة!إضافة لذلك ادعاؤه بأن وجود تعليمات وإرشادات لاستخدام الأسلحة في الشريحة هو سعي منه لمعرفة الأسلحة التي تستخدمها الأجهزة البحرينية حتى يتعاملوا معها!! يا سلام، إرشادات بشأن عمل «القناص» باستخدام البنادق تدخل في إطار الحماية الشخصية؟! حتى محامي الشايب الذي يبدو أنه ظن بأنه يترافع في غير بريطانيا، ترك موضوع التهمة والأدلة على دعم الإرهاب وتعليمات الأسلحة، وأخذ يقول للقاضي ولهيئة المحلفين بأن «الشايب ناشط في حقوق الإنسان وأنه مستهدف ومطارد من النظام البحريني وأنه لمواقفه أسقطت جنسيته». وهنا نقول مثلما قال القاضي: لحظة لحظة، وما دخل كل هذا في القضية المطروحة أمامنا؟! وطبعاً القاضي قالها بكل وضوح إن هذا القول بنشاط الشايب في أمور أخرى لا علاقة له بالقضية المدان فيها، وهي محاولة فاشلة لعدم إدانته. يا محامي الشايب، أنت أمام محكمة بريطانية، لا تفيد معها مسرحيات، وليس هناك إعلام متلون سيترك الأدلة والإثباتات ويركز على أن المتهم «أنكر» التهم، وطبعاً أي متهم سينكر، هل وجدت لصاً يعترف بأنه لص؟! أو إرهابياً يعترف بأنه إرهابي؟!سأختم السطور هنا لضيق المساحة، وسنواصل غداً سرد معلومات إضافية بشأن الردود المضحكة ومرافعات الدفاع «الكوميدية» للشايب ومحاميه، دون أن ننسى تسليط الضوء على شهادة جلال فيروز الذي «ألبس» الشايب التهمة وهو يحاول «الدفاع عنه» بطريقة ساذجة، والأهم الرعب والقلق والخوف الذي ساد جوقة مرتزقة إيران في لندن بعد الذي حصل. للحديث بقية.