مملكة البحرين كالمملكة المتحدة تسودها العدالة والمساواة، وتتوافر فيها المعايير الدولية لسيادة القانون واحترم حقوق الإنسان، فجميع ذلك، مقومات أساسية لأي مجتمع ينشد الحياة الديمقراطية الحقيقية الراقية بكل أطرها، فمثلما محاكمة الشايب في بريطانيا محاكمة عادلة وأدين بالأدلة القاطعة لإرهابه، فإن محاكم مملكة البحرين أيضاً أحكامها عادلة، ومن يراقب الأحكام في مملكة البحرين يجدها، بعد أحداث المؤامرة الكبرى على البحرين في 2011، أحكاماً متفاوتة للمتهمين، ما بين البراءة والسجن والإعدام، وفقاً للأدلة والبراهين التي تدينهم أو تعفو عنهم، وهذا إن دل فإنما يدل على استقلالية القضاء في مملكة البحرين. فالقضاء البحريني لا يقل عدالة عن القضاء في المملكة المتحدة أو أي دولة يسودها العدل والمساواة، بل إن القضاء في مملكة البحرين قضاء نزيه وعادل منذ أزمنة بعيدة. ما قام به جلالة الملك المفدى في عام 2001، من إصلاحات جادة في جميع الأصعدة، وما تحقق من إنجازات بعد إقرار ميثاق العمل الوطني منها العفو الشامل عن المبعدين في الخارج من أبناء البحرين وعودتهم للبلاد، كان رسالة صادقة من حاكم لشعبه، وخطوة جادة للإصلاح داخل البلاد، حتى تظل المملكة آمنة ومستقرة كما عهدها الشعب البحريني من قبل، فقد كانت دعوة جلالته لعودة أبناء البحرين المبعدين بالخارج محط تقدير من العالم أجمع، وإعجابه بهذه الخطوة الجريئة لتحقيق الديمقراطية الحقيقية للدولة الحديثة في العهد الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله. والمبعدون بالخارج منهم من كانت نواياهم حسنة مع هذه الإصلاحات، ورجعوا للبحرين ليضعوا يدهم بيد الإصلاح، ومنهم من رجع إلى البلاد بنوايا شيطانية خبيثة تخطط للإرهاب، ومنهم من طاب له المقام بالخارج، ليحرك ألواح الشطرنج بالداخل.الفارق واضح بين الإرهابي والناشط الحقوقي، وبين الترهيب وحرية الرأي والتعبير، وبين الإرهاب واللجوء السياسي، وواضح أن من يتستر وراء هذه المفاهيم ويتلاعب بها ليصطاد في الماء العكر يواري عن إرهابه وشيطنته وأجندته. من كان يتستر بالخارج ويحتمي بدول تحتضنه تحت مسميات حقوقية، ويطالب المنظمات الدولية أن تحميه من وطنه، كشف عن هويته الحقيقية في 2011، ظناً منه أن البحرين سوف تنساق وراء «الربيع العربي»، وكانت المكاشفة الحقيقية في 14 فبراير.أحبطنا موقف بعض الدول تجاه إرهاب 2011، القليل من وقف بجانب البحرين في هذه الأزمة، وكثيرون من طاب لهم تقسيم الكعكة، حتى أصدقاء البحرين الذين يجمعنا معهم تاريخ عظيم ومعاهدات دولية، هاجموا ديمقراطية البحرين بعين السخط وتناسوا جميع منجزاتها العظيمة والإصلاحات التي لم يشهدها مجتمع بالمنطقة، بل إن بعض الدول مستمرة في حضانة المبعدين تارة باسم اللاجئين السياسيين، وتارة أخرى باسم الناشطين الحقوقيين، واليوم، قد حصحص الحق بعدما انتشر الإرهاب في بلادهم، عندما تغاضوا عن مبدأ بسيط ودرس قيم بأن من يخون بلده ويرهب أهله لن يتردد أبداً في أن يمسك بيد الشيطان ليدمر البلد الذي احتضن إرهابه.الشايب مثال واضح للإرهاب في بلده وفي بلد احتضنه بل أعطاه من المزايا للعيش الكريم على حساب شعب يكد ويتعب ويسدد الضرائب ليأخذها أمثال الشايب «باردة مبردة»، يحتمي وراء الإرهاب، يمارسه هناك مثلما يحرك الإرهابيين هنا في البحرين، وهذا جزاؤه وجزاء كل إرهابي وكل من يحاول أن يفسد الأرض التي احتضنته، وهذه الإدانة علها تفتح ملفات كثيرة في بريطانيا يظهر منها «المستخبي»، وفي هذه الحالة يكون «المستخبي» أعظم!