خلال الأيام الأخيرة، وعلى خلفية الأحداث والتطورات الجارية في العراق، ومن موقعنا الإسلامي والعربي وردتنا الكثير من الشكاوى والرسائل المختلفة من هذا البلد العربي العزيز وخصوصاً من البصرة ثغر العراق وهي تطرح معاناة المواطنين من أغلب العصابات والميليشيات المسلحة التي تم تجنيدها من قبل نظام ولاية الفقيه الإيراني ضد أبناء جلدتهم وما يخلقونه من مشاكل وأزمات ومعوقات مختلفة.أهالي البصرة الأكارم، يؤكدون أن هذه العصابات والميليشيات المسلحة قد تمادت كثيراً في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد انقطاع الدعم المالي عنهم، فقد تحول البعض منها إلى قطاع طرق ولصوص يسلبون الناس في وضح النهار بالإضافة إلى جرائم خطف الناس وطلب فدية من أجل إطلاق سراحهم، والحقيقة أن تكرار جرائم التعدي والسرقة والنهب والسلب وعمليات الخطف بصورة شبه مستمرة، جعلت من المسألة أشبه ما تكون بالظاهرة، وهي ما دفعت بالسكان لرفع أصواتهم والمطالبة بمعالجة هذه الحالة السلبية.أساس المشكلة وجوهرها يرتبط بنظام ولاية الفقيه وتدخلاته السافرة في البصرة بشكل خاص، حيث عمد إلى تجنيد واستقطاب العديد من هذه العصابات والجماعات المسلحة ودفعها كي تعمل لصالح أهدافه وأجندته المشبوهة المتقاطعة والمتعارضة أصلاً مع مصالح وأهداف أهالي البصرة بل كل العراق، ولأن هذا النظام قد لقن هذه العصابات دروساً وتدريبات في التطرف والإرهاب وترويع الناس، فإنهم وعندما انقطع الدعم المالي عنهم صار من الطبيعي أن يلجؤوا للسلب والنهب والسرقة والخطف، ذلك أنهم لم يتم تربيتهم وتوجيههم على أسس سليمة وعلى معايير الوطنية والإخلاص للشعب.أهالي البصرة يشكون من تقاعس الحكومة عن المبادرة لمعالجة هذه المشكلة والحد منها، لكن الحكومة التي تشغلها آلاف المشكلات والأزمات والتي أغلبها يتعلق لسبب أو آخر بالتدخلات الإيرانية المشبوهة، ولكونها محاطة بالفاسدين من جهة وبالذين يسعون ليل نهار عدم السماح لها بالسير باتجاهات مخالفة ومعادية لإيران، فإنها ليست لديها القدرة والإمكانية الكافية واللازمة من أجل معالجة هذه المشكلة التي تترك آثاراً ونتائج سلبية على أهالي البصرة، ولذلك فإننا نرى أن على أهالي البصرة الأكارم العمل والسعي بأنفسهم من أجل معالجة هذه الحالة السلبية اللاقانونية وأن يبادروا جنباً إلى جنب بعضهم من أجل تنظيف محافظتهم من الأوساخ التي خلفها نظام ولاية الفقيه وهي برأينا مسؤولية شرعية ووطنية ملقاة على عاتقهم حيث إن التكاتف المجتمعي وارتفاع حس وشعور المسؤولية لدى الأهالي سوف يكون كفيلاً بردع كل أولئك الذين باعوا أنفسهم لنظام معادٍ لشعبهم ولوطنهم ولأمتهم.* الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان