في غالبية دول العالم التي تعنى بالسياحة، هنالك مشاريع خاصة بتطوير الشوارع السياحية والتجارية فيها، حيث تخصص بعض الشوارع للتَّسوّق والتَّنزّه والجلوس في المقاهي المفتوحة، بعيداً عن الضجيج والتلوث والضوضاء وأعين الفضوليين وكل شيء آخر من شأنه أن يعكر مزاج البشر.في أوروبا والكثير من الدول العربية والخليجية هنالك شوارع «مفرَّغة» لهذا الغرض السياحي، فلا ضجيج ولا مركبات ولا دراجات نارية ولا غير ذلك من مسببات الإزعاج يمرون في هذه المنطقة المخصصة فقط للاستخدام البشري، فالمقاهي هادئة والشوارع مرحة وجميلة، وفي كل زاوية لابد أن تجد لطافة المكان تنساب من خلال الطوب الأحمر وبقية الأزهار المتناثرة بين المتاجر والمقاهي. يستمتع الجميع بالتأمل والدردشات الجميلة وتناول الأطعمة واحتساء القهوة على أنغام الموسيقى، وخطوات الأقدام.في البحرين، هنالك الكثير من الشوارع المرشَّحة لهذا المشروع «المكاني» الجميل، والذي نقصد من خلاله أن يكون الشارع مخصصاً للمشي والتنزه من دون دخول المركبات المزعجة إليه وإلى منطقته المحاذية له. لعل أبرز هذه الشوارع في البحرين، هو شارع «الشباب» بمنطقة الجفير، والذي تعارف الجميع على تسميته بشارع الجفير التجاري والسياحي.كلنا يعرف العمق السياحي لمنطقة الجفير، وما تحتويه من مطاعم ومقاهي وفنادق ومجمعات سكنية وأمنية، كما إنها منطقة تحتوي على البحرينيين والمقيمين والأجانب، ولهذا يجب أن تُخصص كامل»الجفير» لأن تكون منطقة سياحية صرفة، ولعل أهم ما يمكن أن تبدأ به الدولة في هذا الخصوص، هو تخصيص «شارع الشباب» لأن يكون معلماً سياحياً شريطة أن يصمم لهذا الغرض، خصوصاً أنه يحتوي على كل خصائص «الشارع السياحي»، لكننا حتى هذه اللحظة لم نجد أن هنالك أي اهتمام رسمي من قبل الجهات المختصة في الشأن السياحي، كي تقوم بعملية نقل الشارع من كونه تجارياً إلى أن يكون سياحياً بامتياز.الكثير من الناس ممن يرتاد «شارع الشباب» بشكل يومي نقلوا لي بعض ملاحظاتهم حول هذا الشارع، والتي ربما أشاطرهم الرأي في أن يكون مخصصاً للمارة فقط، وأن يمنع منعاً باتاً دخول المركبات والدراجات النارية المزعجة على وجه التحديد، خصوصاً أولئك الذين يستهدفون الشارع من أجل إحداث حالة من الإرباك والفوضى وإزعاج مستخدميه بطريقة غير لائقة، مع غياب تام للجهات الأمنية والمرورية في مراقبة الشارع ومخالفة كل من يتسبب في إيذاء مستخدميه.في شارع الشباب الذي يجب أن يغلق في وجوه المركبات والدراجات النارية المزعجة، تكاد دوريات المرور تختفي في هذا الشارع تماماً، وكذلك تختفي دوريات الأمن المخصصة لمراقبة سلوكيات المخالفين، وعلى إثر هذا الغياب الأمني، نجد أن كل المتهورين من الشباب وغيرهم يتمادون ويُمْعِنُون في إزعاج كل الناس بطريقة لا يمكن أن تُحتمل، خاصة في أيام المناسبات والعطل الرسمية والأسبوعية، وذلك من باب «من أمِن العقوبة أساء الأدب». الجهات السياحية مطالبة بتطوير شارع «الشباب» بالجفير ليكون مخصصاً لهذا الغرض، أمَّا الجهات الأمنية فإن من أهم واجباتها تسيير دوريات يومية من أجل حفظ النظام ومحاسبة كل من تسوِّل له نفسه مخالفة قوانين السير، وتحديداً أصحاب الدراجات النارية ممن يخالفون هدوء المكان وتحويله لحلبة سباق وإزعاج بطريقة همجية وبدائية لا تليق برواد هذا الشارع من الناس الفضلاء.هذه ملاحظاتنا وملاحظات الكثير من الناس المحترمين، أحببنا أن نوصلها للجهات المختصة من أجل بحرين تطرق أبواب السياحة عبر شوارعها الطاردة للعتمة ومناطقها التي تعتبر من أهم مناطق الجذب السياحي في الخليج العربي.