قتلته روسيا فرقص على وقع أنغام قتله نظام بشار الأسد، وتنظيم الدولة «داعش»، وإيران، إنه زهران علوش زعيم «جيش الإسلام»، وفي قتله تحقق روسيا جملة مصالح.«جيش الإسلام» الذي يتمتع بهيبة بين فصائل المعارضة السورية المسلحة، هيبة أكسبته إياها عوامل عدة أهمها أعداد مقاتليه ومعداتهم، والأهم من ذلك مكان تواجد هذا الجيش في منطقة الغوطة القريبة من العاصمة دمشق، يضاف لذلك دأب زعيمه زهران علوش على توسيع دائرة الفصائل السورية الملتحقة به، فهو تشكل في سبتمبر 2013 على يده على أساس تجميع الفصائل المسلحة المتعددة وهو ما زاد من قوة هذا الجيش وقائده، وأكثر من ذلك عندما أعلن زهران انضمام «جيش الإسلام» إلى «الجبهة الإسلامية» التي أصبحت أقوى تجمع عسكري للمعارضة وأصبح علوش القائد العسكري العام لهذه الجبهة، وبالإضافة إلى قتال نظام الأسد وميليشيات إيران برز هذا الجيش في قتال «داعش»، ولذا فإن «جيش الإسلام» وقائده علوش يشكلان خطرا على نظام بشار وإيران و«داعش»، كان علوش مثار جدل ومواجهات بين مؤيدي نظام بشار من جهة و«داعش» من جهة أخرى والمعارضة السورية من جهة ثالثة، نظام بشار يصفه بالإرهابي، و«داعش» يعدونه «مرتداً»، وأنصار المعارضة يعدونه قائداً من قادتها.يوم الجمعة الماضي وعندما كان في اجتماع ضم عدداً من القياديين في ريف دمشق باغتتهم الطائرات الروسية بغارة قصفت موقع الاجتماع «فاستشهد» علوش مع مجموعة من القادة، وجاء قتله ليحسم الجدل الدائر حوله، فمن قتله روسيا وإيران ومرتزقتها ونظام بشار و«داعش» كلهم فرحوا بقتله، ولذا لابد أنه على الحق، فلا يجتمع الباطل المتناقض فرحاً على باطل مثله، أما إقدام روسيا على هذه الخطوة فجاء لمصلحتها بالدرجة الأساس، لأن «جيش الإسلام» هو جزء من المعارضة التي شاركت في مؤتمر الرياض الأخير، وهو جزء من الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عنه، وروسيا لا تريد أن تتحقق هذه المفاوضات وتنجح، وتريد لها الفشل وبهذه العملية تجعل جيش الإسلام ينسحب من أي مفاوضات مع النظام، كما إن روسيا لا تريد للمعارضة أن تمضي في أي مشروع يوحد صفها، ويهمها بقاء بشار الأسد لتضمن أطول فترة للصراع في سوريا حتى تتمكن من البقاء، خصوصاً وأن «جيش الإسلام» يقف على أبواب دمشق ويشكل أكبر تهديد للنظام، كما إنها تريد ضرب أي دور للمملكة العربية السعودية في سوريا. أما أثر هذه العملية على «جيش الإسلام» والمعارضة بشكل عام، فقد نبهتهم إلى وجود اختراق أمني في صفوفهم قد يكون لصالح «داعش»، بينما تحدثت تقارير عن تعثر تنفيذ اتفاق انسحاب عناصر التنظيم من أحياء محيطة بدمشق إلى الرقة، إثر مقتل علوش، والتي كانت ستتم دون أن تستهدفها طائرات روسيا، والأهم من ذلك كله سلطت هذه العملية الأضواء على «جيش الإسلام»، وجعلت الكثيرين يوقنون أنه الأقدر على فعل شيء في سوريا ومنحته تزكية من كل التشويه الذي تعرض له، في النهاية زهران علوش مقاوم سوري قتله أعداء سوريا على أرض سوريا.