ديار المحرق، أمواج، الرفاع فيوز، درة البحرين، ضاحية السيف هي من الأسماء الجميلة للمناطق في البحرين التي تعكس الذوق الراقي في اختيار الأسماء لمدن المستقبل، ولعلها تعوض بعض الشيء عن أسماء المناطق التي ليس لها معنى ولا أصل في التاريخ البحريني العربي الإسلامي، مقارنة بدول الخليج الأخرى التي تحمل مناطقها أجمل الأسماء العربية التي تعكس تاريخها وحضارتها وثقافة شعبها، وكذلك هي بعض الدول التي سارعت إلى تغيير أسماء مدنها بعدما وجدت هذه الأسماء لا تتناسب مع تاريخ الدولة.تغيير أسماء المناطق والمدن ليس بدعة، بل هي ضرورة حتمية بأن تحمل المناطق أسماء ذات معان وصلة بتاريخ الدولة، وعلى سبيل المثال ها هي بلدية أبوطبي في 2013، قامت بتغيير مسميات ثلاث مدن، منها مدينة خليفة «أ»، إلى مدينة خليفة، وتغيير مسمى حي العاصمة إلى اسم مدينة زايد، ومدينة خليفة «ب» إلى مدينة «شخبوط»، حيث قالت اللجنة العليا لاعتماد الأسماء الجغرافية في أبوظبي، إنه «قد تم تغيير أسماء هذه المدن بما يتماشى مع ثقافتنا وبيئتنا المحلية ويسهم في تعزيز الهوية الوطنية، حيث تمت الاستعانة بخبراء محليين لضمان دقة المحتوى العربي ومراعاة اللغة الأصلية والثقافة الوطنية»، وأضافت أن «كل شارع سيحمل اسماً خاصاً، كما قامت أيضاً بتغيير مسمى جزيرة «الصوة» إلى جزيرة «المارية»»، وأفادت بأن «التغيير جاء ليجسد القيم التاريخية والبيئية الأصيلة وبهدف إبراز الأهمية الاقتصادية والعمرانية للجزيرة».كما قامت دولة الكويت في 2010 بتغيير أسماء بعض المناطق، حيث تمت إحاطة وزير الأشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية بقرار تغيير أسماء المناطق، حيث تم إطلاق اسم «الصريف» على منطقة جنوب الصباحية، وإطلاق اسم «الاستقلال» بدل العارضية، واسم «التحرير» على منطقة ضجيج الطائرات، كما تم قبلها في 2009 تغيير اسم منطقة «أم قصر» إلى اسم «البحيث»، وكذلك هي سلطنة عمان قامت بتغيير أسماء بعض المناطق فيها ومنها تم تغيير اسم منطقة «فق» إلى «عبق»، وغيرها من التسميات الجديدة على مناطق أخرى ومنها «الجود»، و«المشاعل»، و«الخير»، و«الولاء»، و«العز» و«الحنان».تغيير الأسماء لم يقف عند المدن بل حتى المعالم في الدول الغربية ومنها تغيير اسم «ساعة بيج بن» في لندن إلى «برج إليزابيث» احتفالاً بالذكرى السنوية الستين لجلوس الملكة على عرش بريطانيا، حيث اقترح تغيير هذا الاسم المشرع «توبياس الوود» من حزب المحافظين وقبلته السلطات البرلمانية، ورحب به رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.إذن اليوم البحرين هي أكثر حاجة لتغيير أسماء بعض المناطق غير العربية والتي ليس لها معنى أبداً في أي قواميس اللغات العربية والعالمية، خاصة عندما نرى أن الجهات الحكومية ذات العلاقة، تقوم بمد اسم منطقة صغيرة أو حي صغير ليشمل مدناً حديثة لم تكن مأهولة من قبل حتى أصبحت مدناً كبرى، ومثال على ذلك امتداد فريق «توبلي» إلى المنطقة الجديدة التي يطلق عليها «الخارطة»، والتي تم تثبيت العناوين فيها برغم أنها منطقة حديثة باسم «توبلي»، وغيرها من أسماء يتم تحويل طريق فيها حتى يمتد ويصبح اسم منطقة، أو يتم إنشاء مشاريع إسكانية في أراض جديدة لم تكن مأهولة تحت اسم المنطقة المحاذية لها، في الوقت الذي نرى فيه هناك مناطق صغيرة فيها عدد من البيوت أطلق عليها مسميات متعددة برغم أن البيوت متلاصقة بعضها ببعض، مما يدعو للتساؤل كيف في منطقة صغيرة تتعدد فيها الأسماء، ومناطق يمتد فيها اسم حي ليصبح مدينة كبيرة؟!