الرأي

دوري المحترفين البحريني

خرازيات




من المخجل جداً أن نتحدث عن دوري المحترفين لكرة القدم في بلادنا والذي أطلق له العنان أمين عام الاتحاد حسن إسماعيل وأشار إلى إنه يمكن أن يبدأ الدوري في موسم 2016 وبمنتهى السهولة واليسر وكأنه يتناول كأساً من الماء البارد.
منذ موسم 1957 /1958 لم يفكر جهابذة كرة القدم السابقين في تنظيم دوري المحترفين ويوم أمضينا «58 سنة» بدأت الأسطوانة الفارغة بالدوران عن حلم تنظيم دوري المحترفين.
لا أعلم كيف يفكر هؤلاء ومن أين يستندون في أفكارهم وهل دوري المحترفين مجرد إصدار جداول وتوزيع ملاعب وانتهى الأمر أم أن هذه الفكرة تحتاج إلى تفكير عقول راجحة تعرف كيف تخطط وتنفذ؟!.
إن المسألة الأولى في تنفيذ دوري الاحتراف أن يمتلك النادي سيولة مالية ضخمة واستثمارات واسعة وملاعب واحد للتدريب وآخر للمباريات الاحترافية وصيانة مستمرة وموظفين متفرغين وشبكة عالية المستوى من الاتصالات.
والمسألة الثانية أن تكون الفئات العمرية تحت إشراف مدربين مختصين سواء للياقة أو التغذية أو التعليم.
والمسألة الثالثة تحويل الأندية إلى شركات يُديرها محترفون يمتلكون إمكانات عالية من الناحيتين الإدارية والمالية.
الآن تعالوا وانظروا إلى أكبر الأندية المحلية وحتى لو استعرضناهم بالاسم لا يمتلكون 5% مما أشرنا إليهم في المسائل الثلاث فما بالنا بأكثرية الأندية التي لا تدفع رواتب مدربي الفئات وتتأخر في الدفع لأكثر من ثلاثة أشهر؟!.
هل بإمكان أي عضو في مجلس إدارة الاتحاد الحالي أن يتحدث عن الاحتراف في كرة القدم على الهواء مباشرة في التلفزيون ويستعرض أفكاره إلى الناس ويقدم الخطط الجهنمية لهذا الموضوع الكروي الحساس؟!.
لا أعتقد حتى كل أعضاء مجلس الإدارة مجتمعين بإمكانهم أن يقدموا أو يخوضوا في هذا الموضوع.
إن دورينا الحالي يئن ويصرخ وكأنه مصاب بالكساح وسوء التغذية وتريدون أن تحولوه بجرة قلم وبالإبر المخدرة إلى دوري المحترفين.
هل فكرتم في الألعاب الجماعية الأخرى السلة والطائرة واليد والفردية كالطاولة وألعاب القوى والسباحة والبولينغ والغولف والريشة والجمباز وغيرهم لو رفض كل اللاعبين إلا بمعاملتهم بالمثل مع لاعبي كرة القدم «المحترفين» كم ستكون ميزانية كل نادٍ؟.
صباح الخير يا جماعة الخير فالاحتراف لا يتم تطبيقه بالكلام إنما بالفعل وبعد خبرة طويلة أما بطريقة «خذوه فغلوه» فتلك مسرحية كروية سوف تقتل الناس من الضحك.