جمعني قبل أيام حديث مع أحد الزملاء حول أداء مجلس النواب الحالي، ومقارنته بالمجلس السابق: «فقال لي يا أخوي مجلس شمطوط أحسن من الحالي»..!وأنا أحترم جميع السلطات بالبلد، لكن نملك حق النقد كصحافة، بعض الأمور التي نرى أن نقدها قد يصحح بعض الاعوجاج، وأقول إن ما قاله الزميل أعتقد أنه صحيح، «على الأقل المجلس الماضي فيه أكشن وفتوات، وشمطوط»، أما الحالي فإنه خيب كل الظنون، وهنا يجب أن نقول كلمة حق، وهو أننا لا نعمم على جميع النواب، فهناك من يعمل بإخلاص، أما البقية فقد خيبوا الظنون..!النائب الأخ علي العطيش طالب في جلسة أمس من الحكومة الموقرة بمطلب غريب، فقد قال مخاطباً الحكومة: «أعيدوا الهيبة إلى مجلس النواب» وكان ذلك على خلفية إحالة الحكومة 15 مرسوماً بقانون إلى المجلس منذ بدء دور الانعقاد الحالي..!مع كامل احترامي وتقديري للأخ النائب، وفي كلامه بعض الوجاهة، إلا أن الهيبة يا سعادة النائب تفرض، ولا تمنح، بمعنى أن كل مؤسسات الدولة سوف تحترم المجلس والنواب ويحسبون له حساباً، حين يكون المجلس ذا قيمة ومواقف ومشاريع تنهض بالبلد والاقتصاد، وحين يضع النواب قضايا الناس نصب أعينهم.أمس كان مسؤول بمجلس النواب ينتقد بشدة النواب على عدم الحضور أو الانصراف من الجلسة وبالتالي لا يكتمل النصاب، بينما هناك لجان تحقيق، وهناك مسؤولون من الدولة أتوا وتركوا أعمالهم من أجل حضور الجلسات.صار المجلس يعطل العمل الحكومي حين يأتي المسؤول ويضيع 3 ساعات أو أكثر من وقته، وبالتالي يكتشف بعد كل هذا الانتظار أن النصاب ليس كاملاً والجلسة تنفض، وهذا يعني أنه سيستدعى مرة أخرى للمجلس.تمنينا أن يكون لدينا مجلس قوي يعبر عن إرادة المواطن وهمومه ومشاكله، وإذا بنا نصطدم ببعض الاقتراحات المؤسفة والتي تضيع الوقت والتي تتعلق بالوشم وغيره.يوم أمس اطلعت على مشروع قانون لتنظيم استقدام العمالة المنزلية تقدم به النائب عبدالرحمن بوعلي، ويضع حداً للكلفة العالية التي تفرضها مكاتب استقدام العمالة المنزلية على الناس حتى أصبح استقدام عاملة للمنزل يكلف أكثر من ألف دينار في أحيان كثيرة، وهو مبلغ مبالغ فيه كثيراً.مثل هذا القانون أعتقد أننا بحاجة إليه اليوم، حتى وإن كان موضوعاً هامشياً بعض الشيء، إلا أنه يمس حياة المواطن، بل يعاني منه الجميع اليوم.هناك اليوم تحدٍّ كبير أمام النواب، وهذا التحدي الكبير يتعلق بحقيقة ما نمر به من أزمة اقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط، فالبعض أخذ يطرح آراء عميقة في هذا الجانب، والبعض أيضاً أخذ يقول إن كل ما يحدث إنما هو من أجل تمرير مشاريع فرض الضرائب، والفرصة الأكبر لذلك هي اليوم أمام انخفاض أسعار النفط، والمجلس النيابي الضعيف.كما أن هناك من أخذ يطرح أن كل ما أقرته البرلمانات السابقة من أمور لصالح المواطنين سوف يتم إلغاؤها والفرصة مواتية بشكل كبير اليوم وكل المسوغات متوفرة.حين يطرح موضوع أن الأزمة الاقتصادية قد تجعل هناك تحدي دفع رواتب للموظفين، فإن مثل هذا الطرح فيه من التخويف ما فيه، وكل ذلك كان بتخطيط، بمعنى حين أقول لك إن راتبك ربما لا أستطيع أن أدفعه لك، فإن أقصى أمانيك تكون في أن ينزل الراتب.وبالتالي فلن تطالب بالمزيد، ولن تطالب بمكاسب، سوف تضع يدك على قلبك وتقول «دخيل الله خل ينزل الراتب بس».وهذا ربما خطط له بعناية فائقة، لقلب الطاولة على كل الذي حدث ويحدث، نعم الدولة كان يجب أن تفرض رسوماً على بعض الأمور، وكان يجب ألا تعطي الأجانب كما تعطي المواطن، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الملف..!نعم نجح البعض في جعل المواطن يقول بعد كل حفلة التخويف بعدم نزول الرواتب، في جعل المواطن يتمنى فقط أن ينزل الراتب، واليوم نسمع أن هناك إجراءات قادمة أيضاً في الطريق وكلها مكاسب تحققت للناس بفضل استجابة القيادة الحكيمة لمطالب المواطنين، والاستجابة لمطالبات واقتراحات النواب.اختلط علينا الأمر ولم نعد نعرف ماذا يجري، والإخوة النواب يطالبون الحكومة «بالهيبة» وكأن الحكومة أصبحت تصرف «بدل هيبة» لكن ماذا نقول إذا كان الوجع من البطن..!!** رذاذحين أصبح موضوع حالة مجلس النواب حديث الناس، تحدث أحد الإخوة المطلعين على أمور كثيرة فقال: «تبون ديمقراطية.. هذي الديمقراطية، مو قلنا لكم مو كل ديمقراطية تنهض بالبلد، ما سمعتوا»..!!** حين نضع في كفتي الميزان مصلحة الوطن، ومصلحة الفرد التجارية، فأيهما التي ترجح..؟ الأمر يختلف من تاجر إلى آخر، ومن رجل وطني إلى آخر، وكما قلنا مراراً هناك نساء عن ألف رجل..!