حسب بعض الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين، يعتبر عام 2015 من أشد الأعوام دموية في الشرق الأوسط وحتى في بقية أنحاء العالم، ذلك فيما يتعلق بالهجمات الإرهابية التي قام بها تنظيم الدولة «داعش» والمجاميع الإرهابية حول العالم، فالأرقام المطروحة في هذا الصدد مخيفة جداً ومرعبة، وهذا يدل على أمرين، إما أن «داعش» إلى زوال، لأنها كجماعة بدأت تفقد «عقلها» وتترنح أمام الضربات الدولية، وعليه بادرت بالعمليات الإرهابية لتغطية عجزها عن المجابهة الدولية، وإما أنها بدأت تتمدد وتستقوي جراء دعم بعض الدول لها، وكذلك استغلالها للفوضى الحاصلة في العالم، إضافة للفراغ السياسي الذي تشهده الكثير من الدول العربية، فدخلت على الخط لملء هذا الفراغ بطريقتها الخاصة.يجب على العالم اليوم أن يتحد من أجل القضاء على الإرهاب والإرهابيين في كل مكان، وهذا لن يكون إلا عبر رسم استراتيجيات واضحة وقوية ومدروسة بين كافة الدول، إضافة لأهمية دخول مجلس الأمن والأمم المتحدة على الخط لإنقاذ الأمن الدولي من براثن الإرهاب، فإذا كان العام الحالي 2015 هو الأكثر دموية، فليكن عام 2016 الأكثر أمناً وسلاماً في العالم، وهذا الأمر يتطلب جهوداً مشتركة للقضاء على الإرهاب وكل مموليه وداعميه، فليس هناك اليوم أدنى مجال للمراوغة أو النفاق السياسي، فالأوضاع الأمنية تزداد سوءاً، والمنطقة مقبلة على أزمات حقيقية ما لم تتدارك كافة الدول خطورة المجاميع الإرهابية المنظمة.العالم اليوم في أمس الحاجة للأمن من أي وقت مضى، فالكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تضرب دول العالم سببها هو تمدد الإرهاب من دولة إلى أخرى ومن قارة لقارة أخرى، ومن هنا نؤكد على وجوب أن تكون الحرب ضد الإرهاب، حرباً دولية، وألا تقتصر على الدول التي تعاني من شرره المستطير.المؤمل أن تستفيق الدول من سباتها وتتجه بكل إمكاناتها لمحاربة الإرهاب العالمي، وأن تبحث عن أسبابه ومسبباته وتخلق الطرق المثالية لعلاجه حتى لا يتفاقم بطريقة تؤذي المستقبل، وتلحق الأضرار الواقعية بقيم وثروات الأجيال القادمة، وأن تغير غالبية الدول العربية من أساليب محاربتها للإرهاب، كما يجب عليها أن تغير من مناهجها الفكرية والاجتماعية التي ربما ساهمت ولو من بعيد في دعم بعض الأفكار المتطرفة، وأن تحل محلها قيم التسامح والتعايش والمحبة بين البشر.هذه مسؤوليات الحكومات والشعوب والنخب والمثقفين والجيوش وكل من له دور فاعل في القضاء على موجات الإرهاب التي تعصف بهذا الكوكب، فالأمر لا يحتمل «المزاح»، فالإرهاب على الأبواب، ولا وقت لدينا للدخول في مجادلات سفسطائية عقيمة، فنحن اليوم في زمن نكون فيه أو لا نكون.