ما قصة إقامة فعاليات بعض المؤسسات الحكومية التابعة لهيئة سوق العمل في أماكن وجمعيات دينية في بعض المناطق؟ لماذا تلجأ هذه المؤسسات إلى طرح هذه الفعاليات في المناطق، في وقت تتوفر فيه قاعات الفنادق والمؤسسات الحكومية لتكون الدعوة عامة لكافة أفراد الشعب، بدل أن تكون مخصصة لمناطق دون أخرى، وهذا الأمر لم تجر عليه العادة لدى أي من المؤسسات، أياً كان نوعها، خاصة عندما تكون البرامج التي تطرح ممولة من الدولة.هذا التوجه من هذه المؤسسة وغيرها بطرح برامجها في جمعيات دينية أو سياسية أو في المآتم، والتي يعلن عنها على موقع المؤسسة، أمر غريب، كما يفتح الباب أمام هذه الجمعيات وما شابهها من أماكن مخصصة لممارسة العبادات، لأن تتطور حتى تشمل فعاليات أخرى لا تتناسب مع أهداف هذه الجمعيات الدينية الخالصة، وإن كانت مثل هذه البرامج هي برامج ليست لها علاقة بأمور سياسية، ولكن ليس مكانها المناسب أبداً، في حين أن لدى هذه المؤسسة قدرة على تنفيذ فعالياتها بشكل يشمل جميع المناطق، وقد تكون أرض المعارض المكان الأنسب، وقد لا تحتاج هذه المؤسسة إلا لقيام فعالية تعريفية واحدة في السنة وتكون فيها الدعوة عامة، وموجهة عن طريق الصحف المحلية والإعلانات في الشوارع، لا أن تكون الإعلانات حصرية، وبذلك بعدها لا تحتاج إلى مندوبين محليين للتواصل، كما هو مبين في الموقع على النحو الآتي: «للتواصل مع المندوبين المحليين لإقامة فعالية في منطقتكم».. وبعدها تأتي قائمة أسماء المندوبين، حيث إن هذه المؤسسة ليست وكالة تجارية ولا تحتاج إلى ترويج برامجها بهذا الكم من المندوبين في كل منطقة، والملاحظ أن أعداد المندوبين غير متساوية في كل منطقة، وهي نقطة أخرى تدعو للتساؤل، كما لا ندري على أي أساس تم اختيار المندوبين؟ أو تقدير عددهم تم على أي أساس؟إن التوجه الحالي هو عدم تداخل الممارسات الدينية مع أي مجال آخر، ولذلك يجب أن يشمل هذا التوجه كافة المجالات، وذلك لضمان التخصص وعدم الخلط، وكذلك هي المؤسسات الحكومية التي يجب ألا تقحم نفسها في هذه المسائل، وذلك عندما تتسبب هذه الفعاليات في التمييز بين مناطق البحرين، عندما تخص مناطق دون أخرى، ثم لماذا يتم تنفيذ هذه البرامج في قرى أو مناطق، في الوقت الذي يستطيع أبناؤها الوصول إلى أي مكان إذا كانت لديهم الرغبة الجادة في حضور مثل هذه الفعاليات؟ خاصة أن هذه القرى لا تقع في صحراء أو مناطق مقطوعة لا تستطيع الحصول على المعلومات، هذا قد يكون أمراً مقبولاً لو حصل في دولة تبعد مناطقها عن بعضها مسافة 5 ساعات، والتي لا تتوفر فيها وسائل مواصلات مثل المناطق التي على الجبال أو بين الأودية والهضاب، ثم حتى لو كانت هذه القرى تبعد مسافة 5 ساعات، فإن الفعالية يجب أن تقام في أماكن عامة تابعة للدولة أو في صالات رسمية يستخدمها كافة أبناء الشعب، ولكن في البحرين الأمر مختلف جداً، وذلك لكثرة تواجد الصالات المناسبة لمثل هذه الفعاليات التي لا تستدعي لبرامج طوال السنة، وتكون فعالية في هذا المأتم أو في هذه الجمعية الدينية وغيرها من أماكن، خاصة إذا كانت مثل هذه الفعالية وغيرها متعلقة بتطوير طاقات الشباب ومساعدتهم في البحث عن العمل، ويمكن أن تكون المؤسسة الحكومية الأنسب هي وزارة الشباب والرياضة التي يمكن عن طريقها تخصيص قاعة رسمية لتضم هذه الفعاليات، خاصة أن هذه المؤسسة الحكومية تضم طاقات شابة وبينهم متطوعون، قادرون على إنجاح مثل هذه المشاريع حتى تعم الفائدة على كافة أبناء الشعب.