سأل بعضهم هذا السؤال البسيط جداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هل تتوقعون أن يكون عام 2016 أفضل وأكثر استقراراً من العام الماضي 2015؟ قبل الإجابة على هذا السؤال الذي يبدو ساذجاً للغاية، نحب أن نقول لكل العالم كل عام وأنتم بخير، وجعله الله عاماً مباركاً على الجميع، وأن ينعم كل شعوب الأرض بالاستقرار والأمان، وأن يحفظ بلدنا العزيز على قلوبنا «مملكة البحرين» من كل مكروه ومن كل أشكال الشرور.نحن نؤمن أن الزمن هو عبارة عن وقت ممتد، ولا يمكن أن يكون الزمان منفصلاً عن صناعة الحدث وما تخطه أيدينا فيه من حسنات أو سيئات، بمعنى، أنه لا يمكن أن يدخل علينا أي عام بشكل جديد وأحداث مختلفة منذ يومه الأول، لأن أول يوم في العام، سيكون كآخر يوم في العام الذي قبله، ما لم نقم نحن وبإرادتنا للسعي نحو التغيير، وهذا بطبيعة الحال، لا يكون بين عشية وضحاها، بل يحتاج إلى مجهودات بشرية كبيرة لتغيير الواقع، فكيف بتغيير العالم؟ذكرنا بالأمس، أن عام 2015 كان من أشد الأعوام دموية على كل الدول، فالإرهاب طال كل شيء، ولم يبقي على شيء، فسجل العام المنصرم الكثير من العمليات الإرهابية عبر العالم، وفيه قضى آلاف الأبرياء حتفهم، فكان عاماً دموياً بصدق، ولهذا جاءت الأمنيات أن لا يكون العام الحالي كسابقه، لكن هذه الأمنيات لن تتحقق ما لم يتحرك المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب بشتى صوره.حتى ينظف العام الجديد، يجب أن يتوقف كل أشكال التلوث الأخلاقي من قضايا الإرهاب ويتوقف غزو الدول المستقرة من طرف الدول الاستعمارية الحديثة بالطرق الملتوية، كما يجب أن يحتكم العالم كل العالم إلى الشرعية الدولية بعيداً عن تخيلات الغربيين وأطماعهم ببناء شرق أوسط جديد يقوم على مصلحتهم وينهض بتطورهم ولو على حساب تخلفنا، ولهذا وجدنا أن أكثر من ساهم في هذا المشهد الفوضوي الذي نشاهده أمام أعيننا كل يوم، هي الإدارات الغربية نفسها التي تدعونا للديمقراطية!لم تعد الدول العربية قوية كما كان يجب أن تكون مع حلول العام الجديد، فهي مرهقة ومثقلة بالديون وإرث من الحروب وخسارات فادحة جراء الإرهاب، فلا اقتصاداتها ولا شعوبها ولا قدراتها السياسية والعسكرية قادرة على تجاوز أزمات 2015 وما قبلها في هذا العام الجديد وبالسهولة التي نتصورها، فالحروب ستمتد والإرهاب لن يتوقف إلا بإشارة واحدة من الغرب المستعمر ومن يشايعه، ولهذا فإن الأمنيات أن نعيش هذا العام بأمن وأمان وأحلام وردية هو ضرب من الخيال الممزوج بالسذاجة، لكننا لم ولن نقطع الأمل في أن تتحقق كل أمنياتنا نحو السلام الأممي بعزم شعوب الأرض ومحبي السلام في كل العالم، وأن تضغط دول المنطقة في هذا الاتجاه فقط، وأن تفرمل مطامع الغرب الرامية لتقسيم أوطاننا المثقلة بالجراح والآلام، حتى يمكن أن تتحقق كل الأمنيات في عام نتمنى أن يكون خير عام، وكل عام وأنت بخير.
Opinion
2016 والإرث القاسي
01 يناير 2016