في ظل الأوضاع التي تمر بنا حالياً، تلقيت مكالمة هاتفية من إحدى الصديقات وأذكر أنها الوحيدة من بين المقربات اللواتي يحملن في طيات حديثهن الكثير من الإيجابية. وكان في سياق المكالمة، بما أننا على أعتاب سنة جديدة فقد قررت أن تعيد سلم الأوليات في ميزانيتها الشخصية لتجد أنها حذفت الكثير مما كان لا يفيد، ويضعف الراتب ويجهد النفس، وأضافت أنها تسمع ما يدور في فلك الضيق النفسي الذي يخيم على البعض إلا أنني لا أملك القدرة التحليلية لذلك سأبدأ بنفسي في سلسلة التعديلات.فدرجات الامتعاض والاعتراض والتأقلم مع الأوضاع الطارئة، يختلف التعاطي معها بدرجة التفكير الشخصي لكل شخص بيننا، والظروف المعيشية التي تمر بكل واحد على حدى. فلا يجوز لنا التعميم. لا شك في أنه إن دخلنا في دائرة التحليلات فسنصل بها إلى ما وراء البحار وتفسيراتنا لربما تبلغ عنان السماء، وتتأرجح تحليلاتنا ما بين صائبة أو خائبة. ولكن علينا أن نسلم جدلاً أن المنطقة بأكملها تتعرض لهزة اقتصادية. نتكلم عن ميزانيات دول كبرى أعلنت إلى حد ما أسلوب «الحذر» وليس التقشف، وذلك للحفاظ على النوعية مع التوازن بالكمية.ولا أخفي عليكم سراً، من كمية الخوف التي استحوذت على قلبي عندما سمعت أن الحكومة سترفع أو تقلل الدعم عن بعض السلع، لكنني عدت وفكرت ملياً وجاوبت نفسي: «من هي الحكومة؟» أليسوا هم من أبناء هذا الوطن وقد كلفوا أن يعدوا خطة إعادة موازنة لمصروفات البلد في ظل هبوط أسعار النفط عالمياً؟فرجال الحكومة هم أبناء هذا الوطن الطيب، وهذا يعني أنهم يعلمون جيداً أن دخل بعض الأسر ربما لا يكفي لنهاية الشهر، وأكثر العائلات قائمة على إعالة من الأم والأب على حد سواء كي يأمنوا الحياة الكريمة لأبنائهم، ويدركون جيداً أن المواطن رغم إيمانه بالتعليم الحكومي إلا أنه يميل إلى التعليم الخاص، الذي ينهش راتبه، وهم على بينة تماماً بأن الأسر التي منّ الله عليها بطفل معاق مرتبطة بحجم التزامات مترتبة على ذلك، وأن قانون الدعم المخصص لهذا الابن لايزال قيد التنفيذ في رفعه من 100 إلى 150 أو 200 دينار، عدا كوننا نفتقر إلى المراكز الحكومية إلى ترقى بالابن ذي الإعاقة وتعلو به في سماء الإبداع. من ناحية أخرى، الجميع يدرك الموقع الجغرافي والأجواء المناخية الحارة والرطوبة العالية التي تفتك بالعظام صيفاً وشتاءً، الأمر الذي يدفع المواطنين إلى السفر إلى الدول العربية أو الأوروبية لاستنشاق الهواء النقي والاستمتاع بوسائل الترفيه المتنوعة والتي من الممكن أن تكون موجودة هنا أيضاً ولكن للأسف بعض أصحاب الشركات يفرضون «تعرفة» لا يتمكن جميع أفراد الشعب من تغطية مصاريفها، وغيرها الكثير من الأمور، فالجميع يدرك أننا لسنا شعب مسرف ولكن نهوى التجديد في كل شيء.أتمنى أن تكون سحابة صيف تمر البلاد، لتمطر معها أسباب تسر العباد. ولنكن على يقين بأن قيادتنا، حكيمة ورشيدة وتسعى لأن ينعم أبناء المملكة برخاء تام أمنياً واقتصادياً. فلابد أن نأخذ زمام المبادرة بإعادة النظر في كل ما يدور حولنا ولننظر نظرة إيجابية بغد مشرق بإذن الله. كل عام وشعب البحرين والأمتين العربية والإسلامية بألف خير.