حز في نفسي كثيراً ما ذكره المدرب الوطني المخضرم نجاح ميلاد في سياق حديثه الصحافي المنشور يوم أمس في الزميلة «أخبار الخليج» حين تحدث عن منعه من دخول صالة اتحاد السلة وهو المدرب الوطني الذي خدم هذه اللعبة لسنوات طويلة بعد اعتزاله اللعب!قضية منع نجوم رياضيين قدامي من دخول المنشآت الرياضية ومعاملتهم معاملة الجماهير العادية ليست بجديدة على وسطنا الرياضي البحريني للأسف الشديد، فقد طرحها أكثر من رياضي من الرياضيين القدامى وكنا قد تعرضنا لها إعلامياً على أمل أن تنفرج تقديراً وتكريماً لهؤلاء الرياضيين الذين قدموا الكثير من الخدمات الجليلة للرياضة البحرينية في السنوات الماضية وتركوا وراءهم بصمات إيجابية في العديد من المجالات، ولكن مع الأسف الشديد لم نر أي بوادر إيجابية لا من الأندية ولا من الاتحادات الرياضية لتقدير هؤلاء النفر من اللاعبين والإداريين والمدربين والحكام الذين أصبحوا في طي النسيان بمجرد اعتزالهم العمل الميداني!في كثير من الدول المتقدمة تخصص بطاقات مجانية لمثل هذه الفئة تخولها دخول المنشأة الرياضية كل في مجال لعبته تقديراً لعطائهم وهذا هو قمة التقدير الذي يتطلع إليه هؤلاء الرياضيون.من هنا أقترح أن تتحرك وزارة شؤون الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية للتنسيق فيما بينهما لإصدار بطاقات مجانية لمثل هذه الفئة تخولهم دخول المنشآت الرياضية وحضور المنافسات المحلية للفرق والمنتخبات الوطنية حفاظاً على كرامتهم من الإحراجات التي يتعرضون إليها عند بوابات هذه المنشآت كما حدث مؤخراً للمدرب الوطني نجاح ميلاد!هل تعلمون ما مدى التأثير النفسي والمعنوي الذي يقع على الرياضي السابق عندما يمنع من دخول منشأة أو مناسبة رياضية للعبة كان هو في يوم من الأيام نجماً متألقاً فيها لاعباً كان أم مدرباً أو حكماً؟بالطبع إنه تأثير سلبي قد يصل إلى القطيعة الكاملة لكل ما له صلة بالرياضة المحلية، وقد يصل هذا التأثير السلبي إلى الأبناء فيبتعدون عن المجال الرياضي، وهذا ما لا نتمناه للرياضة البحرينية.هذا الموضوع يجرني إلى التذكير بالمبادرة الوطنية الجديرة بالإشادة التي أقدمت عليها القيادة الرياضية الكويتية، عندما قررت تخصيص مقاعد مجانية في إستاد جابر الدولي لنجوم المنتخب الوطني الكويتي لكرة القدم القدامى الذين رفعوا راية الكويت عالية خفاقة على منصات التتويج في العديد من البطولات..علينا أن نضع في اعتبارنا القيمة المعنوية لتقدير الرعيل السابق من أولئك الذين قامت على أكتافهم الرياضة البحرينية، وكيف استطاعوا أن يتجاوزوا كل التحديات وسط شح الإمكانيات المادية واللوجستية المتوفرة في هذا الزمان، ووسط غياب تكنولوجيا المعلومات التي سهلت الكثير من الصعوبات على الجيل الحالي.
Opinion
رفقاً بالقدامى!
03 يناير 2016