بمنتهي الاستكانة والخنوع، كان الجميع يقف في طابور أمام رجل الأمن ليسأله: أنا اسمي مكتوب؟.. لا.. طيب..هذا هو بالضبط كان حالهم يوم الخميس الماضي، بعد أن أذهلتهم طريقة استدعائهم للنيابة وأخذت حواسهم، فخليل المرزوق هو عادل أمام، ولكن هذه المرة قال رجل الأمن له: نعم، اسمك معاهم.لن أتحدث عن تفاصيل القضية الآن، لكن في المجمل يمكن الحديث عن بعض الخطوط العريضة فيها، وهي أن كل من اشترك في اجتماع «الوفاق» الأخير، وشارك ودعم على التحريض ضد السلطات وتحدث و«هرتل» بكلام كثير من غير جملة مفيدة، في قضية المدعو علي سلمان المنظورة أمام القضاء، بهدف التأثير على الرأي العام، اسمه وارد في هذه القضية، وعليه تحمل تبعات تخصصه في المغالطات و«الهرتلة» بكلام أصبح الجميع يعلم أنه كذب.فلا يمكن للوطن وفي هذا الطقس المتقلب والمعبأ بأزمة اقتصادية حادة، وسحب وغيوم تنذر بحالة تقشف، وأمطار رعدية تهدد راتب المواطن ومعيشته، أن يتجاهل خطابات الاستفزاز وبيانات الكراهية والتحريض، وينظر في السقف ويصفر، ويعمل نفسه ميت، سواء تلك التي تلقى من على منبر الجمعية أو من على منبر الجامع، ففي مثل هذا التوقيت، وهذه الظروف تحديدا، لابد أن يحاسب أياً كان، كل على ما يفعله ويقوله، لأن «الهرتلة» والإسراف في الكذب ممكن أن يشعل شرارة في البلد. ولا أخفيك سراً يا عزيزي، أصبح يصيبني الغثيان كلما خرج علينا أحداً من «الوفاق» وأخذ «يتفزلك» وينظر في أزمتنا الاقتصادية، لا، ويطلع أحد من جماعة «وعد» متفزلك أكثر، يرد على المتفزلك الوفاقي، وكأن أزمتنا مستوردة وليس هم سبب أزمتنا والمتسببين فيها.. لك يااااا لطيف.المشكلة في أوقات بائسة كهذا مع من تمادت بهم الظنون، وتأرجحت بهم الأماني الكاذبة، أنهم وكما قلتها من قبل، لا يتعلمون من أخطاء الأمس، ويكررونه بكل طيشه وغباوته وشكله العكر، مع أنهم لو كانوا يمتلكون عقولاً تفكر لأدركوا أن الظروف المحيطة والإقليمية المستجدة والمتجددة كل يوم، تجعل من أمر التفاهم أو الحوار أو المصالحة، مستحيلاً، ولا يمكن أن يتحقق شيئاً مما يدور في بالهم ورأسهم ويخططوا له «ولو حجت البقر على قرونها»!!ولكن سيتعلمون، شاؤوا أم أبوا، «بالطيب أو بالغصب» فالحسم والحزم في مثل هذه الأمور وفي ظل هذه الظروف تحديداً، ومع بغاث القوم ممن تغطرسوا علينا وعلى الوطن، أمر مطلوب وملح، ليردع من لم يردعه لا دين ولا وطن ولا حتى عقل، ويهذب من استفحل شرهم وتجمعوا على قصعتهم، وظنوا أن الحلم ضعف، وتوهموا أن الصبر عجز، وما أصابوا في ظنهم، وكما قال الحصين بن الحام المري:ولما رأيت الود ليس بنافعيعمدت إلى الأمر الذي كان أحزماوما دام الحديث زلف في أمر الحزم فلا بد أن نأتي على ذكر «ملك الحزم» خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونقول له ما قاله شاعر العوجا محمد العوني:اضـرب علـى الكايـد ولا تسمـع كـلام الـعـز بالقلـطـات والـــرأي الصـلـيـبلـو إن طعـت الشـور يالـحـر القـطـام ما كان حشت الدار وأشقيت الحريببمثل هذا الأمر يحمى الوطن وتثبت أركان حكمه ونظامه وعلى الباغي تدور الدوائر..