لأن الشكر لا يجب أن يكون محصوراً على أهل الإمارات لهذا الرجل على ما وصلت إليه دبي، بل هو شكر من كل العرب ومن الخليجيين بالأخص، لأن دبي مدينة عربية لهذا هي فخر لأهل الخليج بعد أن أثبتت نفسها كمدينة دولية يعرفها القاصي والداني ويتمنى زياراتها والإقامة فيها، في وقت ينفر الناس من عالمنا العربي تصعد مدينة دبي لعنان السماء بسمعتها وبريادتها، إنها تسير عكس الاتجاه و تتحدى ما كان مشروعاً لهذه المنطقة، تلك مهمة مستحيلة في ظرفنا هذا وفي وقتنا هذا، لكن دبي فعلتها بقيادة محمد بن راشد، فالشكر لا يجب أن يكون حصراً على أهل الإمارات لهذا الرجل بل هو واجب علينا كخليجيين لأنه أثبت أن منا من يستطيع أن يفعل المعجزات.أسلوب هذا الرجل في القيادة فريد من نوعه ودبي تحكي قصة هذا الأسلوب وترويه وتقدمه للناس دون ما حاجة لمن يتحدث فدبي تنطق كدليل يتخطى المجاملات والنفاق والتملق.صحيح أن الرجل يغامر ويقدم على الصعاب لا في الرياضة التي يهواها فحسب، بل في القرارات الإدارية أيضاً والتي يبدو تنفيذها مستحيلاً للآخرين فيقبلها هو، إلا أن النتيجة والخلاصة تؤكد أن تخطيطه ورؤيته الثاقبة لا تقلان قوة وتمكناً عن حدسه وفراسته.من ينهض بعد كبوته في 2008 كما فعل هذا الرجل ويستعيد الموقع الأول خلال سنتين فقط فإن أسلوبه في إدارة الأزمات أسلوب يجب أن يدرس، فلا عجب أن دعا الكثيرون إلى اتخاذ دبي نموذجاً في إدارة الحشود بعد الذي حدث ليلة رأس السنة قبل أيام، حين كان الحريق الأكبر على بعد أمتار من حشود بمئات الآلاف وكاميرات التلفزيون تنقل الحدث والعالم كله يراقب ويتابع مما جعل الضغط على القرار مضاعفاً، إلا أنه اتخذ قراراً بعدم تعطيل الاحتفالات، فكانت المعجزة وكان النجاح، فلم يتدافع الناس ولم يصب أحد، إنه «الفن الإداري للأزمات» كيف تحول الخسارة لمكسب، أصبحنا نفخر أن دبي خليجية بهذه الإنجازات التي تتوالى.أكثر ما يميز دبي وكأنها خارج نطاق الدول العربية والعالم الثالث، هو التخطيط والاستعداد الذي يسبق أي تطوير، فأكثر داء مصابة به دولنا ومدننا عدم التخطيط، فمن يمتلك الرؤية الواضحة التي ترى آخر الطريق مثلما ترى أوله فإنه قبض على عناصر النجاح.المطارات والموانئ وشبكة الطرق والمواصلات العامة ومحطات الطاقة والصرف الصحي سبقت أي توسعة في البناء وأي توسعة في أي نشاط تجاري أو اقتصادي، رجل يعرف كيف يصرف الفلس ليحوله فيما بعد إلى ألف فلس، فلا تدعو دبي السائح أو المستثمر إلا وهي على أتم استعداد لخدمته، هذا يسمى تخطيطاً ورؤية مستقبلية.دعك من المتابعة الحثيثة بنفسه لكل صغيرة وكبيرة، وبدون تكلف وبدون (بشت) وببساطة يومية، قف عند اختياراته لفريقه من شباب إماراتي من الرجال والنساء يقودون الحراك على رأس القمة، السؤال من أين ينتقيهم؟ من يرشحهم له؟ كلما التفت وجدت اختياراً أفضل من الثاني، شيء مفرح ويشرح القلب كلما رأيت مسؤولاً في حكومة دبي يتحدث شعرت بالفخر لأن منا خليجيين بهذا المستوى المتقدم وهم قادرون على إدارة أكبر وأضخم المؤسسات في رأس المال.إنما لأنه يعرف أنه لا يستقيم النجاح إلا بفريق قوي عرف كيف يختار فنجاح أي مسؤول سينسب له، وهذه كرة تتوالى دحرجتها، فكل مسؤول منهم تجده مسلحاً بفريق قوي كذلك، رأيت ذلك في القطاع السياحي والإعلامي والعقاري والمالي والأمني، أعرف العديد من القائمين على هذه المؤسسات تحدثت معهم، أعرف كثيراً منهم معرفة شخصية، كل واحد منهم شكل فريقاً قوياً يعمل معه، لأن الاختيار مدرسة ونهج يتعلمه المسؤولون من قائدهم، إنه يعطيهم درساً مثلما اخترتك لأنك قوي اختر فريقك بذات الطريقة، ولم تكن دبي لتنجح لولا الثقة عند محمد بن راشد في اختيارات فريقه، ليس هناك مجال للتجارب والتهاون والتساهل في عملية اختيار الفريق، إنها معادلة واضحة جداً؛ دلني على فريقك وأخبرك قبل أن تبدأ ستنجح أم ستفشل.ذلك لا يتم إلا إن كان لديك علم وفن للتخطيط وفراسة، وهذه ميزة نراها في دول غربية وهذا ما يجعلنا نفخر أن مدينة عربية كدبي تملكها والأهم أنها خليجية.لهذا إن قال الإماراتيون شكراً لمحمد بن راشد شكراً لأنه جعل من دبي .. دبي، وشكراً لأنه في خضم هذا التطور والتقدم حافظ على الهوية الوطنية الإماراتية وأبقى على البيت متوحداً، لهذا نحن في البحرين نقول لمحمد بن راشد ألف شكر، فالبحرين كلها تفرح لنجاحكم وعلاقتكم المتميزة بجميع أهل البحرين من ملكها حفظه الله إلى كل بحريني زادتنا فخراً و اعتزازاً بكم ... شكراً من القلب.
Opinion
شكراً بحرينية لمحمد بن راشد
05 يناير 2016