ما هي الفوائد التي جنتها الرياضة البحرينية عامة وكرة القدم خاصة من الندوات الرياضية التي تعقد بين الفينة والأخرى حتى لو كان المتحدثون عباقرة وأصحاب خبرة؟!.كل الندوات التي عقدت منذ انطلاق الرياضة المحلية وحتى يومنا هذا لم تكن غير كلام سطحي وكما يقول أجدادنا «لا تودي أو تجيب» وهي مثل سوالف جداتنا العجائز وقيلت في كثير من المسلسلات ليس على مستوانا المحلي وحسب بل على المستوى العربي.في مصر قدَّموا مئات الأفلام والمسرحيات والمسلسلات ووجهوا النقد إلى المخرجات الرياضية وطرحوا الأسئلة والحوارات وفي واقعنا المحلي تأسست الجمعيات والأندية والمؤسسات الرياضية الأهلية والرسمية وجاؤوا بالخبراء الأجانب منذ بدء انطلاق التعليم النظامي عام 1919 فماذا كانت النتيجة؟في الكويت وصل مستوى النقد المسرحي والغنائي إلى أوجه وتطورت المسرحيات والدراما وتألق الكثير من الممثلين وبرزت المسرحيات وعلى رأسها «باي باي عرب» و«باي باي لندن» ومسلسلات لها ذكرى مثل «درب الزلق» وغيرهما فماذا كانت نتيجتها غير النسيان والقرارات الدولية ضد الرياضة هناك؟لقد اشتهرنا كعرب بالتطبيل والتزمير وعدم احترام العقل والمنطق لهذا سار الإنتاج العربي في الرياضة والفكر في باخرة أقوى محركاتها اللغو وسفاسف الكلام ومن الطبيعي أن تغرق هذه السفينة لأن وقودها الكلام الذي يتكرر في كل المناسبات.إن الأبواب التي تصنع للبيوت يتطلب من يريد أن يدخل فيها أن يطرقها لكن هناك من يدخل البيوت من غير أبوابها ويقحم نفسه فيما لا يعنيه ولو حاصرته بسؤال هل كنت لاعباً أو اختصاصياً رياضياً فسيخجل ولن يرد عليك فلماذا يُقحم نفسه ويدخل بالقوة في مجال لا يعرف أسراره أو عاش جذوره؟!.لقد صار الكلام السطحي في المجال الرياضي تراثاً ضخماً وهو واحد من الأسباب التي جعلت الرياضة عامة وكرة القدم خاصة على حافة الهاوية إن لم تكن قد هوت.إن المطلوب كي نحول الكلام الفارغ إلى كلام مؤثر ومفيد أن نبعد الدخلاء عن إقحام أنفسهم في مجال لا يعرفون أسراره أو عاشوا جذوره ونبحث عن صاحب الحق ولدينا عشرات الصامتين الذين لن يتكلموا في مثل هذه الفوضى الكلامية ولا يقتحموا أبواب البيوت أو يتسلقوا الجدران من أجل الشهرة والظهور.الرياضة كما قال المفكرون الروس «مدينة الأقوياء» ولا يجوز أن يدخلها ضعفاء البدن والعقول أو يقتحموا أبوابها ولو استعرضوا ثيابهم أمام الناس فاللسان يفضح العقل والثياب.خرازيات أخيرة:• بذل مستشار جلالة الملك للشباب والرياضة الأخ صالح عيسى بن هندي جهوداً جبارة في توفير المناخ التحاوري لإنجاح ندوة مركز الجزيرة الثقافي التي عقدت مؤخراً وكان قلبه على الكرة لأنه يتألم بألمها ويفرح لفرحها ووفر خيمة ملكية وأنيقة ويستحق الثناء لكن أين مسؤولو اتحاد الكرة من هذا الجهد وبقية المسؤولين عن الرياضة أقول «خلوها على الله والعتب لا يفيد».• بذلت إدارة مركز الجزيرة الثقافي مجهوداً كبيراً لإنجاح هذه الندوة و لهم جزيل الشكر و لكن للأسف ....• كان عنوان ندوة مركز الجزيرة التي نظمت مؤخراً «الكرة البحرينية إلى أين؟» لكن لم يحضرها أحد من المسؤولين.• الندوة من ناحية المستوى لم يقدم فيها أي جديد على مستوى علاج أمراض كرة القدم والتكرار الممل هو سيد الموقف.• لم يكن الحضور الجماهيري مشجعاً لأن جماهير الكرة المحلية يمتلكون معلومات مُسبقة عن المتكلمين.