بعد مرور حوالي 35 عاماً على إقامة نادي راشد للفروسية وسباق الخيل وحتى يومنا هذا والفرسان البحرينيون بين حل وترحال محلياً وإقليمياً بحثاً عن الانتصارات التي قد تحقق لهم الشهرة، والرفع من أسهمهم كفرسان يتطلعون إلى المشاركات العالمية خاصة بعد الاهتمام الكبير بالسباقات المحلية في السنوات الأخيرة من قبل الملاك بعد رفع قيمة الجوائز من قبل القائمين على السباقات والرعاة.هذا الاهتمام دفع العديد من الملاك والمضمرين للتوجه إلى الفرسان الأجانب الأكثر خبرة من خارج مملكة البحرين للمشاركة في السباقات الأسبوعية وهم على أمل تحقيق الانتصارات، والرفع من مستوى دخل الإسطبل، وهم يعلمون بأن الانتصارات دائماً ما تأتي عندما ترتبط العديد من العناصر ومنها الفارس المتمكن الخبير بخبايا السباقات.وهذا وضع الفارس البحريني تحت الضغط الكبير في محاولة مستميتة للمشاركة في السباقات الأسبوعية بصورة مستمرة وإثبات أنفسهم كفرسان ذوي مستوى رفيع، حتى تمكن البعض منهم من فرض اسمه كفارس ممتاز يستطيع مقارعة أشهر الفرسان، لكن الفرسان المحليين أصبحوا كالعملة النادرة، وأصبح أغلبهم كفرسان منسيين يقومون بالأدوار الثانوية خلال السباقات.نادي راشد للفروسية ومن خلال أكثر من الـ35 عاماً الماضية لم يستطع وضع خطة واضحة للارتقاء بمستوى الفرسان سوى ابتعاث أحدهم للمشاركة في سباق واحد وضمن مجموعة من الفرسان المتمرنين في التجمع الآسيوي السنوي، هذه المشاركة لا تعطي أي إضافة للفارس لأسباب عديدة يعرفها الجميع، ومن ضمنها عدم الاحتكاك بفرسان ذوي خبرة كبيرة والتعلم منهم، أضف إلى المشاركة في شوط واحد فقط دون أي توجيه أو مراقبة من خبراء في هذا المجال. كما عكف في الفترة الأخيرة إلى ابتعاث فرسان متمرنين للعمل في الإسطبلات الكبيرة في مدينة نيوماركت كخطوة قد تأتي أكلها يوماً ما.الملاك من جهة أخرى يرفضون وبشكل صريح المخاطرة بإعطاء أفضل جيادهم الذي دفعوا من أجلها الغالي والنفيس إلى فرسان لا يثقون في مستوياتهم، ولا يتطلعون إلى الاندفاع في مغامرة لا يعرفون نتائجها التي قد تكون وخيمة. المضمرون أصبح أغلبهم يفضل الفرسان الأجانب للعديد من الأسباب ومنها قلة الفرسان البحرينيين المتمكنين، وفارق المستوى.الكثير من الفرسان البحرينيين قد يكونون يمتلكون الموهبة، الفكر، الشجاعة وجميع مقومات الفارس إذا ما أراد أن يكون واحداً ضمن الفرسان الذين يشار لهم بالبنان، أم يكون واحداً من مجموعة فرسان منسيين يقومون بالأدوار الثانوية خلال السباقات، أضف إلى ذلك العمل الجاد وقوة العزيمة والمثابرة وهى من أكثر الأسلحة الفعــالة التي يملكــها الإنســـان. كل الأمنيات بالتوفيق إلى جميع الفرسان البحرينيين في حياتهم المهنية.
Opinion
نار الجوائز وسياط المضمرين
08 يناير 2016