بحق لقد كان موقف مملكة البحرين شجاعاً حينما قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وأمهلت دبلوماسييها 48 ساعة لمغادرة البلاد، فهذه القرار كان قراراً تاريخياً يدعو للفخر والعزة والكرامة لكل بحريني وخليجي، وقبله أيضاً حين قطعت الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية العلاقات مع إيران بعد أن تمادى النظام الإيراني في تدخلاته السافرة والمستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة لبحرين وباقي دول مجلس التعاون الخليجي بل وامتدت التدخلات إلى الدول العربية وما يحدث اليوم في اليمن من حرب هي بسبب إيران التي لم تراع حسن الجوار.في الحقيقة إن قطع العلاقات وطرد الدبلوماسيين وإنزال علم إيران التي تدعم وتشجع الإرهاب هو رد قوي من مملكة البحرين على النظام الإيراني، الذي يدس أنفه في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية، والتي كان آخرها التعدي على حق المملكة العربية السعودية السيادي، في تطبيق شرع الله، بإعدام عدد من الإرهابيين وقد تناست إيران أنها هي من لا تراعي حقوق الإنسان، حين تعدم أبناء أهل السنة في إقليم الأحواز بشكل علني في الشوارع، دون أية محاكمة أو ذنب اقترفه هؤلاء الشباب، سوى أنهم يطالبون بحقوقهم المشروعة كمواطنين، فالنظام الإيراني الطائفي يفرق بين أتباعه من المذهب الشيعي وبين السنة، في حين أن هذا لا يحدث في دولنا الخليجية وخصوصاً في البحرين التي تعتبر المواطنين سواسية فلا فرق بين سني أو شيعي أو غيره إلا بالمواطنة الصالحة.وبسبب السياسة الإيرانية وتصعيدها غير المبرر تجاه المملكة العربية السعودية قامت الكثير من الدول العربية والإسلامية والبقية في الطريق بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إيران وهذا دليل على مكانة وقوة السعودية وتأثيرها كدولة في العالم العربي والإسلامي، وهي رسالة للنظام الإيراني بأن تماديه المتعمد في السماح لمثيري الشغب بحرق السفارة والقنصلية السعودية بعد إعدام الإرهابي نمر النمر هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وبالتالي إن لم تعد إيران إلى رشدها وإن لم تحترم حسن الجوار وتبتعد عن سياساتها الخبيثة في التدخل بشؤون الدول فإنها ستكون معزولة ومنبوذة من العالم العربي والإسلامي بل والمفترض أن يتم طردها من منظمة «التعاون الإسلامي»، وألا يتم إعادتها للمنظمة إلا بعد أن تلتزم بألا تتدخل في شؤون دول الجوار انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وإن كانت تعرف هذه التعاليم لما فعلت كل ذلك.حقيقة لقد أظهر تواصل التضامن العربي والدولي مع المملكة العربية السعودية القوة الدبلوماسية للسعودية ووضع إيران في مأزق بسبب موقفها الضعيف في إمكانية تبرير تصعيدها بعد إعدام مواطن سعودي إرهابي وتدخلها في شأن داخلي بحت للمملكة العربية السعودية، في حين نراها هي من تدعم بالمال والسلاح والعتاد النظام السوري المجرم الذي ارتكب المذابح والمجازر بحق المدنيين وقتل أكثر من 400 ألف شخص، في حين لما تم إعدام شخص واحد مدان بالإرهاب، ثارت ثائرة إيران التي تعتبر رأس الإرهاب في المنطقة، ويجب اقتلاع هذا النظام الفاشي من جذوره لتعيش دول المنطقة بسلام بعيداً عن الإرهاب الطائفي الذي تغذيه هذه الجمهورية التي يحكمها الملالي.* همسة أخيرة: رغم ما قامت به إيران تجاه المملكة العربية السعودية إلا أن العقلانية حاضرة حينما أكد ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز استبعاد نشوب حرب بين الرياض وطهران واعتبره كارثة، فمثل هذا التصريح يهدف إلى نزع فتيل التوترات المنطقة، وليس كما تقوم به إيران من إثارة للفتنة وتقديم الدعم للإرهابيين، وما الخلية الإرهابية التي تم الكشف عنها مؤخرا في البحرين وقبلها الكثير من الخلايا إلا خير دليل وشاهد حي على تدخل إيران وحرسها الثوري!