بين الأمس واليوم في ثورة تكنولوجيا المعلومات وبريق نجم الإعلام الاجتماعي، وبين ظهور مئات البرامج والشبكات «السوشيلية»، يظهر لنا موقع «لينكدان» ليكون له مسلك آخر كأكبر شبكة مهنية اجتماعية، إذ إنه من الشبكات الاجتماعية المهتمة بمجال تسويق الأعمال والتوظيف، حيث يستخدم الموقع ملايين الأفراد والمؤسسات والجهات الحكومية أيضاً، منهم من يبحث عن عمل ومنهم من يسوق لذاته ومنهم من يبرز علامته التجارية من خلال صفحة «لينكدان». وخلال حضوري لدورة الإعلام الاجتماعي للمحترفين التي يقيمها النادي العالمي للإعلام الاجتماعي برعاية جامعة العلوم التطبيقية، قابلت المدرب المحترف بمؤسسة «فوكس» للإعلام الاجتماعي أنس المرعي، الذي أوضح بمحاضرته في ورشة عمل خاصة عن «لينكدان»، أهمية الموقع من حيث إبرازه لقدرات الأفراد المهنية بأسلوب احترافي، ومن جانب آخر بين أهمية وجود حسابات القطاع الأهلي لمختلف الدول، العربية والغربية، حيث يعزز جهودهم ويطرح أفكارهم ومشاريعهم باحترافية عالية، مبيناً أن تواجد الأفراد على ساحة «لينكدان» لا ينحصر في البحث عن الشاغر الوظيفي فقط، بل هناك بين دول العالم 400 مليون مستخدم، من بينهم 20% إلى 25% من المستخدمين من يبحث عن الوظيفة بينما حضور الآخرين يبرز مدى تطورهم وقدراتهم المهنية، كما يشملهم عدد كبير من المؤثرين في المجتمعات. ومن بين الدول التي تتصدر قائمة «لينكدان» في مختلف قطاعات الأعمال الخاصة والحكومية، دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يتصدر قطاع المصارف الإسلامية في البحرين رأس القائمة. وكون موقع «لينكدان» اليوم موصولاً بمؤشر البحث «جوجل»، فهو أشبه بالمرآة للعالم ويمكن من خلاله للمؤسسات والأفراد نشر وتسويق أعمالهم بشمولية أكثر وتقنية عالية واحترافية، فالموقع اليوم يوفر مساحة خصبة للتسويق وللبيع ولطرح الأفكار على صعيد الأفراد والمؤسسات وكذلك تسويق الأفراد وتعزيز العلامات التجارية. ورغم أن «لينكدان» تأسس في عام 2002، وبدأ بالعمل كموقع مهني للمحترفين في 2003، إلا أن دقة عمله في جمع العدد الأكبر من المؤسسات والمحترفين أخذت ما يقارب العشرة أعوام ليبدأ العالم بإدراك أهميته. الجدير بالذكر أيضاً أن العامل الرئيس في تصدر بعض الدول عن غيرها هو كثافة الوافدين والمقيمين الأجانب فيها، حيث إن الموقع بدأ استخدامه بجدية ومهنية عالية في الدول الأوروبية ثم الدول العربية ومؤخراً دول مجلس التعاون الخليجي. ورغم أن مواقع التواصل الاجتماعي اليوم بها العديد من الإيجابيات والسلبيات، إلا أن سلبيات موقع «لينكدان» محصورة في أمرين سلبيين، الأول، يكمن في عدم إدراك المجتمع العربي وأفراده لمدى أهميته بشكل كبير ويقتصر تواجدهم بكثافة على «إنستغرام» ولاسيما في البحرين، أما الأمر السلبي الثاني، فينحصر في فكرة أن إنشاء الموقع للمهنيين المحترفين أو الباحثين عن عمل أو للقطاع الأهلي، بينما هو أرض خصبة لطلاب الجامعات حيث يؤهلهم لخوض تجربة مهنية موفقة ويفتح لهم مجالات التوظيف، في الوقت الذي يمكنهم من خلال شاشة «لينكدان» عرض أعمالهم الأكاديمية، كما كانت جامعة الشارقة في الإمارات نموذجاً لذلك ما بين عامي 2013 و2014.
Opinion
«لينكدان» مرآة الأفراد وقطاع الأعمال للعالم
12 يناير 2016