هاشتاق #محسنون_عرفتهم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، دفعنا لاستعراض قصص واقعية عن أبطالها يكونون قدوة لمن يطلع عليها: * قال له الطبيب: ستتألم كثيراً وللأسف لن أستطيع تخديرك، ولكن عليك التحمل، فقال له: الله يعين، حاول الطبيب أن يشاغله وهو يجري الجراحة، واستغرب وهو يجده لا يتألم، وبعد أن انتهى من إجراء الجراحة، تعمد أن ينبهه إلى أنه انتهى من عمله، حتى يرى ردة فعله فوجده يسأله: هل أنت متأكد أنك انتهيت؟ لم أشعر بالألم! استغرب الطبيب كثيراً وسأله: يهمني أن أجلس معك وأعرف سر ما حدث، أنت أول مريض أقوم له بجراحة موضعية دون تخدير ولا أراه يتألم، لابد أنك قمت في حياتك بخير كثير حتى يكرمك الله بهذا! كان فعلاً رجلاً صالحاً لم يؤذ أحداً يوماً، ويسخر معظم يومه لعمل الخير في السر، وقد ظهر عمله في خاتمته، وفي وفاته، ورغم أنه توفى في حادث سيارة مميت، حيث انقلبت به السيارة التي يقودها ثماني مرات في البر، لم يصب إلا بكدمه بسيطة في عينيه! توفى قبل انقلاب السيارة بسكتة قلبية مفاجئة وخرج من الحادث المروع وجسده محفوظ ولم يمسه شيء! كان يأتي من عمله ظهراً لينام ثم يقوم العصر ويتجه إلى منازل المسنين يسأل إن كان أحدهم يحتاج لإيصاله إلى مستشفى أو مكان معين، قضى عمره في مساعدة المحتاجين وكان يرافق المرضى للعلاج بالخارج، خاصة من ليس لديه ابن يسافر معه، كان عندما يرى صديقاً له محتاجاً وليس معه مال يقترض ويمنحه ولا يسأله إرجاعه، وأكثر مساعيه كانت تتركز في توظيف أبناء الناس وفتح أبواب الرزق لهم.* قبل أكثر من ثلاثين سنة مضت، وفي سكون الليل، كان يأمر الصبية الذين يعملون بالمنزل عنده، بإحضار «الخياش»، يقومون بوضع الأرز فيها والحليب والتمر والكثير من المؤن وشيئاً من المال ويأمرهم أن يخرجوا بهدوء بعد أن يدلهم على المنازل المقصودة ليضعوا «الأخياش» داخل فناء المنزل «الحوش»، كان يوصيهم أن يتلثموا وألا يعرف أحد أنهم صبيته! معظم المنازل التي كانوا يتجهون إليها كانت منازل لأرامل أو أيتام أو فقراء، لا يجدون قوت يومهم! كانت هذه المؤن تكفيهم لمدة أسبوع وفي كل أسبوع يمدهم بأخرى ويتعمد تغيير المواقيت حتى لا يكتشفوا أمره! كان يخرج من منزله 99 فطرة للزكاة حيث كان المنزل الكبير يضم العديد من العائلات بينهم أهله، أمر أن يظل المنزل وقفاً خيراً باسمه إلى ما شاء الله، وحصل له ما أراده بعد وفاته، ولايزال المنزل شاهداً على تاجر خصص أمواله لعمل الخير دون أن يدري عنه أحد، في جنح الليل، في المقابل هناك تجار اليوم يتعمدون عندما يقدمون الأجر إلى الفقراء توثيق ذلك بالصور والأخبار في الجرائد، وهناك تجار آخرون يهتمون أن يعرف الفقير الذين يطعمونه أن المال الذي يأتيه، منهم هم، وهناك نوع ثالث من التجار يأخذهم رياء الدنيا عن إيجاد عمل في السر بينهم وبين الله لا يعلم عنه البشر.* بعد آذان الظهر حينما يحين وقت الغداء كانت تتعمد فتح مجلس المنزل الخارجي لتضع سفرات الطعام بداخله وتترك الباب المطل على الخارج مفتوحاً، ثم تقفل الباب الداخلي الذي يطل على «الحوش»، حتى يدخل الفقراء، ويتناولون الأرز واللحم أو السمك ويخرجون دون أن تعرفهم أو يحرجون من أصحاب المنزل وأطفاله، كانت تأمر أحد صبيان المنزل بحمل صواني الأرز يومياً وقت الغداء والسير مسافات بعيدة لإيصاله لمنازل الفقراء والأرامل، كانت تأخذ ما يزيد من الغداء وتضعه في إحدى ساحات المنطقة الخالية «البراحات» لتتناوله القطط والكلاب، كانت لا تعرف طريقاً لعمل الخير أو مساعدة الآخرين إلا وسلكته.* قبل شروق الشمس تنهض وتقوم بإيقاظ والدة زوجها لمساعدتها وهي تستحم، ثم وهي تتوضأ وتصلي، ثم تعد الفطور لها بنفسها، رغم وجود الخادمة، وكان ردها على زوجها عندما يرى المشقة واضحة عليها وهي تخدم والدته أو تطعمها خاصة وأن والدته عجوز وعاجزة تقول له: هل تريدني أن أترك والدتك للخدم وقد يضربونها أو لا يقومون برعايتها جيداً؟ إن العناية بها تجلب البركة لمنزلي ولأبنائي فلا تحرمني من هذه البركة وفعلاً حلت البركة عليهم ورزقهم الله من رزق الدنيا وخيرها.* إحساس عابر: «وأحسنوا إن الله يحب المحسنين»، «فإن الله لا يضيع أجر المحسنين»، وعد الله المحسنين بالخير الكثير فإن ضاع الإحسان بين الناس وأنكروه فالله لا يضيعه ويحفظه ليجزيهم به في الآخرة.