مرَّ أكثر من عام على طرحنا معاناة موظفي معهد البحرين للتدريب التابع لوزارة التربية والتعليم، لكن لم نجد لطرحنا آذاناً صاغية ومستمعة من طرف الوزارة، بل لم تتجشم حتى عناء الرد علينا، وكأنها لا تمتلك إدارة كبيرة تستقبل شكاوى المواطنين والإعلاميين اسمها «العلاقات العامة»!اليوم وللمرة الثالثة يطرق موظفو معهد البحرين للتدريب باب معالي وزير التربية والتعليم للاستماع إلى معاناتهم بخصوص موضوع تسكينهم في وظائفهم بطريقة تليق وما قدموه للوطن طيلة فترات خدماتهم داخل المعهد، وعليه نود أن نقدم رسالتهم واضحة وصريحة هنا.يقول هؤلاء الموظفون في رسالتهم: «ليست هي المرة الأولى التي نطرح فيها معاناتنا في عدم حصولنا على حقوقنا المهنية كاملة، نحن الذين نعمل في معهد البحرين للتدريب منذ سنوات طويلة، لكن اليوم ولأول مرة تزداد فيها قائمة المهمشين، لتشمل موظفي المعهد المنتدبين من جهة وزارة التربية والتعليم كذلك، الذين يحملون مسمى «منتدب» دونما الحصول على أية امتيازات تذكر في هذا الخصوص، حتى إن علاوة الانتداب والتي تقدر بـ 10% لا يحصلون عليها. إن ما يثير الغرابة هو أنه قد تم تسكين بعض الموظفين بمسميات وظيفية جديدة، وهنالك ترقيات مرتقبة ستحدث دون أدنى شك، سيستفيد منها بعضهم دون بعض، في حين أن البعض الآخر لم يحصلوا على أي من الامتيازات ولو البسيطة، بل مازال أمرهم معلقاً حتى اليوم، علماً بأن معهد البحرين للتدريب يعدُّ جزءاً مهماً وتابعاً لصيقاً لوزارة التربية والتعليم في كل بنوده وخصوصياته بحسب المرسوم الملكي السامي رقم 24 لسنة 2011، وعليه فإن جميع موظفي المعهد هم من موظفي وزارة التربية والتعليم، وإن تأخير تسكينهم وظائفهم قد حرمهم من مكتسبات وظيفية عديدة كان من الممكن الحصول عليها قبل أن تتم عملية الانتداب، لعل من أهمها، الترقية والتدرج في السلم الوظيفي إلى جانب الحوافز والمكافآت المرتبطة بالأداء الوظيفي. لقد كان لمعهد البحرين للتدريب وقبل نقله إلى الهيكل التنظيمي لوزارة التربية والتعليم لوائحه الثابتة وجداول رواتبه الخاصة والمنتظمة، في حين لايزال موظفو المعهد من القدامى على درجاتهم الوظيفية السابقة، إضافة إلى كل ما ذُكر، فإن الموظفين المنتدبين لم يستفيدوا أي شيء ولم يحصلوا على أي امتيازات منذ أن تم انتدابهم إلى المعهد، ولو أن المنتدبين بقوا على وظائفهم السابقة لحصلوا بلا شك على ترقيات وحوافز ومكافآت نظير عملهم المخلص داخل المعهد. وعلى إثر ذلك، نناشد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بفتح تحقيق سريع حول هذا الموضوع، من أجل استرجاع حقوق الموظفين المسلوبة والتثبيت القانوني والعاجل لجميع موظفي المعهد بلا استثناء وترقيتهم حسب أحقيتهم وذلك بانضمامهم لجداول وزارة التربية والتعليم فيما يخص التسكين والترقيات، إذ إن استلاب حق الموظف فيه ضرر كبير يشمل الموظف وأسرته ومكان عمله، وهذا بلا شك يسيء إلى مستقبل التعليم في مملكة البحرين».الرسالة واضحة جداً، ولا تحتاج من طرفنا لأي تعليق، بل تحتاج موقفاً عادلاً وشفافاً من طرف الجهة المعنية بهذا الأمر، ونحن على ثقة بأن وزير التربية والتعليم سيبت هذه المرة وبشكل عاجل في أمرهم وسيعالج قضيتهم بما يليق وسمعة مملكة البحرين في قضايا التعليم الذي هو عصب التقدم والازدهار في كل أنحاء العالم.
Opinion
موظفو معهد البحرين و«المناشدة الأخيرة» لمجلس الوزراء
18 يناير 2016