قمع، قهر، اضطهاد، حريات معدومة، وأيادٍ مغلولة، ما هذا الظلم الذي لا يكاد يصدقه عقل ولا يستوعبه فكر! كيف هذا وإلى متى؟!إن كنت متوجهاً إلى إحدى الدول الأوروبية أو العربية بغرض السياحة، أو العمل أو العلاج. وكنت في المقام الأول من الأوفياء لهذا البلد فلا بد أن تضع في الحسبان أنه يوجد من الاحتمال الكبير أن تجمعك الظروف بأشخاص وصلت لديهم من قبل مجموعة المغرضين والمتحاملين والمحرضين والناكرين لأنعم هذه البلد وخيراته، الكثير من الأقوال والأفعال المغلوطة، والتي لا تعكس الحقيقة والصورة الواقعية لها.بالرغم من أنك لست الشخص الدبلوماسي المخول بالخوض في نقاشات وعرض براهين وإثباتات لإظهار كلمة الحق، إلا أن واجبك الوطني وانتماءك يدفعك بالمقام الأول أن تكون قريباً من الحقائق ومزوداً بالمعلومات التي تمكنك من أن تقف على أرض صلبة كي تدافع عن وطنك العزيز. ولا تنسى أن تزود جعبتك الفكرية بمجموع المواقع الإلكترونية وقصاصات الجرائد التي تناولت خبر مناقشة رسالة الماجستير لأحد مسؤولي الوفاق خلف قضبان السجن مؤخراً.فهذا يعتبر مثالاً حياً وأحد النماذج التي لا تقبل الشك والذي يبين للجميع كيف أن الديمقراطية تمارس في السجون على من رفعوا راية التضليل، والتخريب، والتحريض على قادة البلاد، وهو قد حصل على درجة الماجستير بامتياز بعد مناقشة رسالته داخل القضبان، بسبب ما اقترفت يداه من عمل دنيء بحق البلد، والحكومة، والشعب. فالرجل الذي ينتمي إلى «الوفاق» لم يجد أي مانع من تحضير رسالته، ولم يجد أي عائق من حضور الطاقم الأكاديمي والعلمي لمناقشته، وهذا يحسب لإدارة التأهيل والإصلاح بوزارة الداخلية وتعاملها الراقي والإنساني مع المسجونين عكس الادعاءات المغرضة التي تحاول تشويه صورة الوزارة ومنتسبيها من خلال التصريحات المضللة بسلب حقوق السجناء ومنعهم من العلاج وهي تصريحات باطلة لا تمس للحقيقة بصلة فلا تكاد تزور مستشفى السلمانية إلا وترى بأم عينيك عدداً من السجناء برفقة رجال الأمن يحصلون على العلاج اللازم من خلال استشاريي وأخصائي المستشفى وجميع إمكانات المستشفى متوفرة لهم.من يعتبر أن هذا أمر بطولي من جهة، فأنا اعتبره أمراً ديمقراطياً بالغ الأهمية، معتمدة على الحيثيات التالية، فمن ليس لديه فكرة كافية، فدراسة الماجستير تعني أن الطالب عليه أن يقوم باختيار دقيق لموضوع متميز، ويتطرق إليه، دراسة الماجستير تعني بحوث ومتابعات مستفيضة من الدكتور المشرف على هذه الرسالة، دراسة الماجستير تعتمد على المراجع العلمية، دراسة الماجستير تتطلب مهارات تحليلية عالية، وقدرة عالية على التفكير، فإن كان لكتابة مقال لا يتعدى 450 كلمة نحن بحاجة إلى كثير من الهدوء للحصول على الصفاء الذهني من أجل كتابة المقال، فما بالنا برسالة للماجستير يحصل بها صاحبها على درجة الامتياز؟! فهل من المنطقي بعد ذلك أن يزعم أحد تعرض ذلك الشخص أو غيره من المدانين، للقمع وهو داخل السجن؟!