القرب من الله هو اللذة ومتعة الإيمان التي لا يمكن بسهولة أن توصف، وما أحلى الأيام التي نعيشها حينما تكون الأجواء الإيمانية هي الحاضرة في القلب، الذي يشحن الحب لله ولرسوله، ومعها يتجدد النشاط الديني المفعم بالإيمان والروحانية، هذا ما أعايشه خلال هذه الأيام في رحاب بيت الله الحرام، ومدينة الرسول المنورة، فحقيقة إن الشعور عظيم في مكة المكرمة مع أداء مناسك العمرة، في كل لحظاتها وتفاصيلها، خلال الطـــــواف حول البيـــــت العتيق، والصلاة خلف مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، والسعــــي بين الصفـــا والمروة.والمسيرة في رحاب الله تمتد إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم المنورة التي كانت عاصمة الدولة الإسلامية، ومنها انطلقت الفتوحات إلى كل أصقاع الأرض ليصل دين الله تعالى الذي بلغه رسولنا الحبيب المصطفى، والمشاعر تكون في أوجها مع زيارة قبر النبي الكريم هادي البشرية، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وحين تلقي النظر على قبره صلى الله عليه وسلم، والصلاة في الروضة الشريفة، بين منبر الرسول الكريم، وبين بيته، هذا المكان الذي يعتبر من أفضل وأشرف الأماكن في أنحاء المعمورة قاطبة.وهنا لابد من الإشادة بجهود المملكة العربية السعودية في التنظيم والاستعداد لمواسم الحج والعمرة طوال العام، وبكل حرفية وإتقان، وبشهادة الجميع، فرغم الحشود التي تأتي لزيارة بيت الله الحرام من كل دول العالم، إلا أن الوضع العام يسير وفق خطط أمنية مدروسة ومنظمة، لا يمكن لأي من كان أن يشكك في الخدمات التي تقدمها المملكة العربية السعودية، لخدمة الحجاج والمعتمرين، على حد سواء، وهذا النجاح يأتي في ظل التوجيهات الملكية السامية من خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه.إن القلوب لتشتاق لأطهر بقاع الأرض، مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبإذن الله تعالى إن كان في العمر بقية، نزور تلك الأماكن المقدسة لنعيش معها اللحظة باللحظة في رحاب الله، حيث تكون النفوس مطمئنة ساكنة، خاضعة لرب العباد، تتوق لرحلة إيمانية أخرى، في هذه البقاع الطاهرة، بإذنه تعالى.* همسة أخيرة:نسأل الله سبحانه أن يتقبل منا، وأن يديم نعمة الأمن والأمان على مملكة البحرين، وأن يلبس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وأيده الله، لباس العافية، وأن يوفقه لخير البلاد والعباد.